رؤى الشرفاء الحمادي

يوم الحساب يسود العدل الإلهي.. من رؤى الشرفاء الحمادي.. الحلقة الخامسة

تقديم

قدم المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي بحثا فريدا بعنوان (معنى الرجوع إلى الله)، ونظرا لأهمية البحث وما جاء فيه من أفكار وأطروحات قمنا بتناول البحث في منصة مركز العرب للأبحاث والدراسات ومجلة رؤى البحثية على عدد من الحلقات حتى تعم الفائدة.. وإليكم الحلقة الخامسة:

الملخص

في الحلقة الخامسة من حلقات بحث (معنى الرجوع إلى الله) للمفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، يؤكد الباحث على أن الفتن طالت الجميع وخلفت ضحايا كثيرين، ومنهم أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا دليل على عدم عصمتهم، فهم بشر مثلنا، وليسوا معصومين من الأخطاء أو مقدسين ومميزين عن بقية الناس، وفي النهاية يتحدث الكاتب عن يوم الحساب الذي يسود فيه العدل الإلهي.. فإلى التفاصيل..
التفاصيل

فتن وضحايا

وكان ضحايا تلك الفتنِ كثيرا من أهل بيت الرسول وأقربائه، وعددا كبيرا من أصحابه المقرّبين، ليبيّن لنا اللهُ سبحانَه بأنهّم بشر مثلنا، وليسوا معصومين من الأخطاء، وليسوا مقدسين ومميزين عن بقية خلقه، تختلج في نفوسهم كلّ مغريات الحياة وشرورها، من الطمع في السلطة والأنانية، لديهم حب الدنيا وقساوة القلوب، يحبون ويكرهون، ينزغ بينهم الشيطان، ليوقع بينهَم العداوةَ والبغضاءَ، لأنهم ليسوا ملائكةً، فحساب كلّ البشر جميعًا عندَ الله يوم القيامة، على قاعدةٍ أزليةٍ في قوله سبحانه وتعالى: «فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ» (الزلزلة: 7-8).

القضاء العادل

يتم حساب الناس في يوم مشهود يصفه الله سبحانه في قرآنه بقوله: «وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ» (الزمر: 69).

العدل الإلهي

ويقضي اللهُ بحكمهِ على خلقه على أساس قاعدة العدل الإلهي في قوله سبحانه: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) (المدثر: 38)، ثم يوضح القرآنُ تلك اللحظة التي يسعى كل إنسان ليقدمَ حسابه، ويجادلَ عن نفسه فيما قدّم من عمل في حياته، وما ارتكب من معاص حين تحصى سيئاتُه ويُصوّر القرآنُ موقفَه فيقول الله سبحانهَ: (يَومَ تَأتي كُلُّ نَفسٍ تُجادِلُ عَن نَفسِها وَتُوَفّى كُلُّ نَفسٍ ما عَمِلَت وَهُم لا يُظلَمونَ) (النحل: 111).
وسوف نستكمل في الحلقة المقبلة طرح ونقاش جزء جديد من بحث (معنى الرجوع إلى الله).

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى