فيديو

علي الشرفاء الحمادي: الانصراف عن القرآن لصالح الروايات يعد السبب الرئيس في الفرقة والانقسام

إن الانصراف عن (القرآن الكريم) لصالح الروايات يعد السبب الرئيس في الفرقة والانقسام الحادث، هذا الكلام طرحه وعالجه الأستاذ علي الشرفاء الحمادي في كتابه (المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي)، مضيفا إن الرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا من ذلك منذُ أكثرَ من أربعةَ عَشَر قرنًا، وجاء ذلك واضحا في قول الله تعالى (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إنَّ قوْمِي اتَّخَذُوا هذَا القرآن مَهْجُورًا)، وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم استحدثت روايات وأساطيرُ وحكايات لا تتوافقُ مع كتاب الله، ونسبت زورًا إلى بعض الصحابة وأخلّت بمفاهيم ومقاصد الإسلام.

التفاصيل

في حلقة اليوم من القراءة التحليلية في أفكار الأستاذ علي الشرفاء الحمادي التنويرية سنتناول قضية غاية في الأهمية، وتسببت في الأوضاع المأسوية التي عاشها المسلمون منذ وفاة الرسول حتى اليوم، وهي قضية (هجر المسلمون للقرآن) والتي طرحها وعالجها الكاتب ضمن عدد من القضايا في كتابه (المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي).

القرآن دستور المسلمين

القرآن الكريم هو دستور المسلمين والذي يجب علينا جميعا أن نضعه في المقدمة، وننحِّي كل النصوص التي تخالفه، مهما سوق لها كاتبوها، فما يخالف القرآن الكريم لابد أن يتم هجره بشكل مطلق دون مبرر، على المسلمين أن يعودوا إلى كتاب الله الذي هجر وترك لصالح الروايات والأساطير.

هجر القرآن

ويتناول الأستاذ علي الشرفاء الحمادي قضية هجر القرآن فيقول، إن مظاهرَ هجرِ القرآن الكريمِ، والانصراف بالروايات عن الآيات هو ما حذّرنا منه سُبحانَهُ وتَعَالى منذُ أكثرَ من أربعةَ عَشَر قرنًا من الزمان على لسان رسوله الكريم حين قال الله تعالى (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إنَّ قوْمِي اتَّخَذُوا هذَا القرآن مَهْجُورًا) صدق الله العظيم.

روايات وأكاذيب تنسب للصحابة

ويضيف الكاتب شارحا ذلك بقوله: بعدما استحدثت رواياتٌ وأساطيرُ إسرائيلية وحكايات لا تتوافقُ مع القرآن الكريم نَسَبوهَا إلى بعض صحابته عليه الصلاة والسلام وهي مشكوك في صحتها من الناقل لها ومن المنقول عنه ومن المنسوبة إليه زورًا وظُلمًا.

اختلال المفاهيم

الأستاذ علي الشرفاء يوضح لنا ما تسببت فيه الروايات قائلا: لقد اختلت المفاهيم وأضرتْ بمقاصدِ آيات القرآن الكريم واختلط المعقول باللامعقول والحق بالباطل وأوجدت حالةً من الجدل الفكري تداخلت مع الفلسفات اليونانيّة وأساطيرها فكانت سببا لما نحن فيه من فرقة وتشرذم.

روايات تتناقض مع الآيات

ويكمل الكاتب كلامه مؤكدا على علم الله عز وجل الأزلي قائلا: لقدْ عَلِمَ اللهُ سُبحانَهُ وتَعَالى بعِلمهِ الأزليِّ، أنَّ عبادَهُ مِن المسلمينَ سَوف يهجُرونَ القرآن، وسيؤدّي ابتعادُهُم عَن كتابِ اللهِ إلى تفرّقهم وتشرذمِهم، بل حُدوثِ التَّصادمِ بَينَ الفِرَقِ المختلفةِ، تلكَ التي اتّبعت كُلُّ فِرقةٍ مِنهم مَذهبًا أو عقيدةً صاغها مفهُومٌ بشري في روايات منسوبة للصحابة تتناقض مع الآيات تم نَقَلُها ممن تمت تسميتهم بعلماء الإسلام وشيوخه بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام بقرنين من الزّمان.

التشريع حق إلهي

ويوضح الكاتب جزئية مهمة حول حق التشريع فيقول: إنّ الله لم يمنحْ أيًّا مِنْ رسُلُهِ في مُختلفِ العصورِ حقَّ التشريعِ، ولئنْ حدَثَ ذلكَ فَسيُحدِثُ تصادما بيـن تشريعِ الخالق رَبِ السماواتِ والأرض العليمِ الخبيرِ وَبينَ أقوال الرُّسلِ والأنبياءِ الَّذِينَ هُم بعضٌ مَن خَلقِهِ حملوا أمانة الدعوة لدين الله لتبليغها للناس فقط.

الأنبياء يبلغون والله وحدة يملك التشريع

فالأنبياء لا يملكونَ حقَّ التشريعِ أو الإضافة إلى الرسالة إنما أمرَهُم سُبحانَهُ بِحَمل رِسالتهِ للناسِ ليبينوا لهم حكمة مراد الله من آياته كَمَا هي دونَ إضافةٍ أو حذفٍ أو تعديلٍ، ويشرحون لهم تكليف العبادات وشعائرها وطرق تأديتها ويعلمونهم مبادئ الأخلاق وقيم الإسلام النبيلة ويحذّرونهم من المحرّمات وما يترتّب على فعلها من أضرار للإنسان وما قد يلحقه عقابا من الله يوم الحساب.

إلى هنا يكمل الكاتب الحديث حول قضية هجر القرآن وما تسبب فيه فيقول إن هجر القرآن تسبب في إغفال عدد من الأمور التي جاءت في كتاب الله لخير البشرية ومنها:

أولا: الوحدة والتكاتف وترك الفرقة

يبدأ الكاتب المحور الأول من محاور تعاليم (القرآن الكريم) قائلا: قوة الإسلام والمسلمين في الاعتصام بحبل الله والقرآن الكريم وتوحيد الخطاب لنخرج من دائرة الفرقة والشتات والله تعالى يقول ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ (آل عمران 103)

أبواب الفتنة

ويشرح الكاتب مقاصد ومفاهيم الآية الكريمة السابقة ويقول: حبلُ اللهِ هو القرآن، والالتفافُ حولهَ يحقّقُ الوحدةَ والتآزرَ حتّى تَتعطل أسبابُ الفُرقَةِ وتُسدَّ أبواب الفتنة من أعداء الله والإنسانية.

صراع عقائدي

ويضيف قائلا: لقد حذّر اللهُ سبحانه المسلمين من تصديق الروايات وما تهدف إليه من صرف المسلمين عن القرآن الكريم وإشغالهم في صراع عقائدي يؤسس لمناهج متعددة يترتب عليها ظهور مراجع دينية متناقضة تفرِّق المسلمين إلى فرق وطوائف تستثير كل فرقة الاعتزاز بمرجعيتها، والاستعلاء على غيرها من الفرق، فهم القائمون على عقيدة الحق وهم حماة رسالة الإسلام فأصبح كل فريق له مرجعيته، وكل فريق يدافع عن منهجه، حيث تتحول المناهج المختلفة إلى سجال ثم إلى قتال وذلك ما حدث في الماضي وما يحدث في عصَرنا الحاضر.

روايات تستعلي على آيات الله

ويختتم الكاتب شرحه الوافي حول مقاصد الآية ويقول: لقد خاطب الله رسوله عليه الصلاة والسلام بأن الآيات التي أنزلها الله عليه هي الحق وهي كلمات الله للناس فكيف ينصرف الناس عنها إلى روايات تستعلي على آيات الله.

ثانيا: الأمر بعدم اتباع أي أحاديث سوى القرآن

يؤكد الكاتب في طرحه ومعالجته لهجر القرآن، أن الله عز وجل أمرنا أن لا نؤمن ولا نصدق إلا بكتاب الله عز وجل وما جاء فيه، وهذا يؤكد على أن الروايات التي تخالف القرآن يجب عدم التعاطي معها، بل وإسدال ستارة سوداء عليها، وخاصة المخالف منها والذي تناوله كتاب المسلمون في أكثر من موضع، ويستشهد الكاتب بقول الله تعالى: ﴿تِلْكَ آيات اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ﴾.

إضفاءُ هالة من القدسيّةِ على الروايات

ويوضح الكاتب مقاصد الآية الكريمة قائلا: إنّهُ تحد وتساؤل استنكاري من الله يحذر المسلمين بِعَدم اتباع أيةِ رواياتٍ أو أحاديثَ أو مفاهيمَ بشريّةٍ تُخالِفُ كلامَ اللهِ، بعدما تمَّ إضفاءُ هالة من القدسيّةِ على تلكَ الرواياتِ وناقليها بالرغمِ ممّا فيها مِن تَنَاقُضٍ صَادِمٍ مع آياتِ اللهِ، فالله يريدُ لعبادِهِ التمسّك بِما جاءَ في كتابِهِ العزيز ليِحَميَهم منَ الوقوعِ في الصراعِ والتقاتلِ يريدُ لهمْ الخير والسعادةَ في الدنيَا والآخرةِ.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى