رؤى

إشتيوي الجدي يكتب.. غزّة الصامدة تُسقط شعارات الغرب الزائفة

سادت العالم العربي والإسلامي حالة من الإحباط وخيبة الأمل بسبب الموقف المتخاذل الذي اتخذته حكومات الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وكندا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا تجاه هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي الهمجي على فلسطينيو قطاع غزّة، وطريقة التعامل السياسي والإعلامي الغربي مع القضية الفلسطينية على أسس مخلة وإزدواجية في المعايير من أجل إعطاء الضوء الأخضر لقوات الاحتلال الإسرائيلي لاقتحام قطاع غزّة واحتلاله.

اقرأ أيضا: بالفيديو.. تعرف على مؤسسة (رسالة السلام) العالمية.. وأفكار الشرفاء الحمادي التنويرية

فقد كشف الهجوم الإسرائيلي الإنتقامي الوحشي على قطاع غزّة، إن حكومات أمريكا والدول الغربية، تعاني ازدواجية فاضحة في المعايير وتقييم مجريات الأحداث على الساحة العربية والشرق أوسطية والتعاطي معها.

ففي حين يتعرض المدنيين الفلسطينيين الأبرياء في قطاع غزّة للقصف الصهيوني الإسرائيلي الأعنف بالقذائف الثقيلة والصواريخ والقنابل شديدة الإنفجار، قصف متواصل منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي، مخلفاً لغاية الآن حوالي 50 ألف بين شهيد وجريح ومفقود، 70 % منهم من الأطفال والنساء والمسنين، علاوة على نزوح أكثر من 1.5 مليون نسمة. للأسف مازالت الدول الغربية دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي- أمريكا وبريطانيا وفرنسا- تعرقل أي مشروع قرار دولي يدين حكومة الكيان الصهيوني الإسرائيلي، أو يوقف حرب قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين، عن طريق استخدام حق النقض “فيتو”!!

مع أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وأمانته العامة المتمثلة في مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ما فتىء يستنكر الصمت الأمريكي والغربي على الانتهاكات الصهيونية الإسرائيلية للقانون الدولي الإنساني ويفضح جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي للفلسطينيين ويرفض محاولة تهجيرهم من ديارهم.

 

الأدهى والأمرُّ من ذلك هو أنه رغم بشاعة وهول الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين الأبرياء في قطاع غزّة، على مدى الأربعين يوماً الماضية، ومازالت ترتكبها ليلاً ونهاراً بأوامر مباشرة من رئيس الحكومة السفاح الصهيوني النازي نتنياهو، إلا أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية المحامي البريطانى المعروف كريم خان، عندما رفضت حكومة الكيان الصهيوني الإسرائيلي منحه الإذن بالدخول لقطاع غزّة عبر معبر رفح المصري، عاد ادراجه، وآثر السلامة تحت شعار “لا أرى لا أسمع لا أتكلم”. واضعاً نُصب عينيه ما جرى للمدعية السابقة فاتو بنسودة، حينما اعتزمت إجراء تحقيق في الجرائم والانتهاكات الصهيونية الإسرائيلية، لم يمضِ وقت طويل حتى استقالت، وتوقف الإجراء. فيا لها من عدالة عرجاء تلك المرجوة من هكذا محكمة دولية!!

 

معلوم أن الكيان الصهيوني الإسرائيلي، استند في قيامه وشرعنته دولياً على الدول الغربية الكبرى بحكم نفوذها في المنظومة العالمية. مما جعل التعامل مع الكيان الصهيوني الإسرائيلي، في أروقة منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي طوال 75 عاماً الماضية؛ يجري على أساس دولة ذات حظوة خاصة. وظلت أمريكا والدول الغربية تقف في وجه إنفاذ أكثر من 900 قرار دولي للجمعية العامة للأمم المتحدة ومؤسساتها ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي، كما تستخدم حق النقض “فيتو” لمنع صدور أي قرارات ملزمة للكيان الإسرائيلي عن طريق مجلس الأمن الدولي.

وبناءً على هذا أصبح الساسة الغربيون على استعداد دائم للتجاهل والنسيان وتبرئة الصهاينة الإسرائيليين من جرائمهم!!

فيا لها من خطابات دعائية زائفة تلك التي يتشدق بها المفكرين والفلاسفة والمثقفين والساسة الغربيين حول الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان والأمن والسلام!!

 

خلاصة القول: الأحداث الجارية في قطاع غزّة، كشفت الازدواجية الفاضحة في المعايير الغربية وفي تعامل الإدارة الأمريكية وحكومات الدول الغربية والإعلام الغربي بشكل لا يخرج من بوتقة المساندة العمياء لكيان الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي.

 

هذا وإن مما ينبغي التنبيه له أنني لا أعمم الأمر على كل الغربيين، فهناك من الغربيين سواء في أمريكا أو كندا أو اوروبا من يقف مع حقوق الآخرين ويسيّر المسيرات ويضغط على حكومته لتغيير مواقفها السلبية من القضية الفلسطينية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى