رؤى

زاهدة العسافي تكتب.. بين أمس … واليوم

لا اعلم لماذا كان الفارق بين أمس واليوم يتخلله غياب الحنان والصدق والحرص والمحبة الخالصة وسياج عالي وفولاذي من الالتزام بالقيم والاصالة والتحقق من ضمان النتيجة في كل أداء وجهد ، فالزوجة كانت تعيش في مملكة اسمها ” البيت الزوجية” قد تكون هذه المملكة عبارة عن غرفة واحدة في بيت من طين مع أسرة مركبة يبدأ نهارهم منذ بزوغ الشمس حتى المغرب حيث ينتهي العمل المضني والعودة من مزرعة الأسرة ونار التنور تخمد ويسدل الليل ستاره بعد جلسات جميلة وحديث طويل وزيارات على الاهل والجيران ، ينام المرء دون قلق ودون منغصات الحياة والمسؤولية والمصاريف يتم تقاسمها ولا ثقل على أيٍّ من الأسرة ، وكان النتاج تلاحم ورحمة وبهجة ، كانت عوائل تفرح بالقليل من النِعَم وتسعد وكذا الاطفال الذين يصنع طائرة ورقية فاذا طارت كان له النصر أو سباقات متنوعة بين الشباب تمنحهم السعادة والهناء .

اقرأ أيضا: زاهدة العسافي تكتب.. دقائق مع المرور

اليوم كل شيء ميسّر وفي متناول اليد لكنه خالٍ من الجهد البشري ويده التي تحول اللا شي الى شيء ذو قيمة ، والمزارع بعيدة عن البيوت والاستقلال والسكن كل لوحده بعيداً عن الاهل وتفسير تصرفاتهم حسب الاهواء والمزاج والضمير الخالي من الايمان ، جعل الانسان منطوياً على نفسه محدداً خارطة ضيقة يحصر نفسه واماله فيها قد تتخلل الانانية وعدم الثقة لبعضهم ولكن حياة خالية من الروح من العطاء ، من الشجن الى الماضي الجميل .

التكنولوجيا نزعت كل امل جميل وحولت العالم الى حياة رقمية ومصلحة واستبداد وتناثرت المشاعر فلم تعد تقوى على ملىء البيوت برحيق المحبة والعطف ، والطيور المهاجرة غيرت طريقها فلم تعد تملأ الاعشاش ولم تعد تزرع صوتاً زقزقته سمفونيا تلامس الروح..

ولا زالت اثار تلك الايام تسكن اعماقنا. رغم ان نيران حطب بيوتنا لم تنطفىء بعد والاشجار اليابسة واثار ساقية تدلنا الى تلك الذكريات الغنية بمعاني المحبة والوفاء.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى