صوفية العالم يحتفلون بالذكرى السابعة لرحيل مجدد السلوك الصوفي “حمزة البودشيشي”
الرباط- متابعات
نظمت الطرق الصوفية والطريقة القادرية البودشيشية بالمغرب، والولايات المتحدة وأوروبا ليلة روحية كبرى، بمناسبة الذكري السابعة لوفاة مجدد السلوك الصوفي الشيخ حمزة القادري البودشيشي، والذي ذاع صيته شرقا وغربا، بسبب أعماله الجليلة التي قدمها للإسلام، إذ أنه كان سببا رئيسيا في اعتناق ثير من الأوروبيين للإسلام.
وشارك في الاحتفالية الدكتور جمال الدين القادري بودشيش شيخ الطريقة الحالي ونجله الدكتور منير القادري بودشيش رئيس مؤسسة الملتقى العالمي للتصوف، ومعاذ القادري رئيس المجموعة الوطنية للسماع الديني والصوفي بالمغرب، والدكتور أحمد العبادي الامين العام للرابطة المحمدية للعلماء، والدكتور حكيم الإدريسي الأستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وقدمت المجموعة الوطنية للسماع قصائد متنوعة الهبت حماس وروحانيات المريدين والمسئولين والشيوخ والعلماء الذين حضروا الاحتفالية برحاب الطريقة القادرية البودشيشية.
ونظمت صوفية المغرب احتفالات كبري على مدار ٣ ايام احتفاءا بذكرى رحيل هذا القطب والعالم الربانى الكبير، والذي كان له دوراً بارز فى تأسيس علم السلوك الصّوفي.
والشيخ العارف بالله حمزة بن العباس القادرى البودشيشي، هو شيخ صوفية المغرب ومؤسس الطريقة القادرية البودشيشية ببلاد المغرب والعالم الإسلامى، والذى كان له دور كبير فى مواجهة المتشددين وأصحاب الفكر المتطرف، حتى أن كثيراً ممكن كانوا يحملون الأفكار المتطرفة تابوا عن هذا الفكر واعتنقوا التصوف وصاروا مريدين فى طريقته الصوفية.
ولد بقرية مداغ.. واكتسبت طريقته صفة العالمية
وولد شيخ الطريقة البودشيشية الذي نال هذا الشهر العالمية فى قرية مداغ بإقليم بركان المغربى فى العام 1922، حيث كان الإبن الأكبر لوالده العباس، إلى طريقة صوفية ذات إشعاع عالمي، لم تصله طريقة صوفية أخرى باستثناء الطريقة التيجانية، إذ انتشرت في شتى أصقاع وقارات العالم، ليتحول الرجل إلى أحد أشهر أقطاب ورموز الصوفية في العالم.
كان الشيخ حمزة القادري بودشيش، شيخ صوفية المغرب وشيخ الطريقة القادرية البودشيشية بها ، تجمعه علاقة قوية بالأسرة العلوية التى تحكم بلاد المغرب، ودائما ينظر ملوك المغرب لهذه الطريقة على أنه طريقة صوفية وطنية بإمتياز فجميع مريدوها يحبون بلدهم ويخلصون لوطنهم، ويبذلون الغالى والنفيس فداءا للعرش العلوى المجيد، فخرج مريدى هذه الطريقة يؤيدون الملك فى أكثر من مناسبة أو تظاهرة حتى أن البعض أطلق عليهم ” صوفية البلاط” إلا انه ذلك غير صحيح لأن العلاقة التى تجمع البودشيشية بملك البلاد هى علاقة محبة، هذه العلاقة التى أوجدها الشيخ الراحل حمزة البودشيشى الذى كان دائما ينصح مريديه بالوقوف خلف القيادة المغربية المتمثلة فى ملك البلاد والاسرة الحاكمة، حيث كان ينظر الشيخ الراحل إلا أن دعم صوفية المغرب لملكهم وبلادهم، عامل أساسى فى أستقرار البلاد .
صاحب الفضل في تدشين المنتدي الصوفي العالمي
كان الشيخ حمزة البودشيشى صاحب الفضل فى تنظيم فعاليات الملتقى العالمى للتصوف بالمغرب، حيث كان من اكثر المؤيدين للفكرة التى طرحها حفيدة الدكتور منير القادرى بودشيش والذى يرجع له الفضل فى طرح هذه الفكرة على جدة شيخ الطريقة وقتها، حيث وجده مؤيد ومساند له بشدة فى تأسيس ملتقى صوفي عالمى يجمع أهل التصوف من مشارق الأرض ومغاربها.
والطريقة القادرية البودشيشية طريقة صوفية مغربية، يوجد مقرها في قرية مداغ بإقليم بركان شرق المغرب في منطقة قبائل بني يزناسن، تنتسب إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني الذي ظهر في القرن الخامس الهجري، أما لقب البودشيشية، فقد اكتسبه بواسطة الشيخ علي بن محمد الذي حمل لقب «سيدي علي بودشيش» لكونه كان يطعم الناس أيام المجاعة -طعام الدشيشة – بزاويته.
ومن بين شيوخ الطريقة القادرية البودشيشية في المغرب الشيخ سيدي المختار بن محي الدين (ت 1914) والشيخ سيدي أبو مدين بن المنور (ت 1955). الذي أخرج الطريقة من مرحلتها التبركية إلى السلوك التربوي، وقد حصل على الإذن بالتربية الذي حصَّله بعد بحث ومجاهدة روحية شاقة.
وقد تابع بعده هذه الوظيفة التربوية كل من سيدي الحاج العباس ثم ابنه سيدي حمزة وسيدي جمال باعتبارهم الوارثين الروحيين لسيدي أبي مدين؛ وقد عملوا على تجديد الطريقة فانتشرت انتشارا متميزا.
فقبيل وفاة سيدي أبي مدين سنة 1955، أبلغ سيدي العباس أنه وارث سره، وقد كان هذا الأخير مثالا للتواضع ونكران الذات فلم يعلن هذا الأمر، واستمر في خدمته للطريق سنوات، إلى أن اضطر إلى الاضطلاع بمهام ومقتضيات المشيخة.
وقد كان سيدي حمزة ابن العباس مؤهلا ومأذونا من قبل سيدي أبي مدين للقيام بمهام التربية والإرشاد، كما أكد ذلك والده سيدي العباس؛ إلا أنه بقي مريدا لوالده تأدبا معه وامتثالا لإشارته في إخفاء الأمر حتى يحين وقته. وبعد وفاة سيدي العباس سنة 1972 أصبح سيدي حمزة شيخ الطريقة المربي كما نصَّت على ذلك وصية سيدي العباس المكتوبة والموقع عليها من قبل كبار الطريق آنذاك.