عامر جاسم العيداني يكتب.. هل أصبح العيداني رقما سياسياً صعباً؟
عندما تسنّم المهندس أسعد عبد الأمير العيداني قيادة محافظة البصرة ، وفي أول لقاء له مع الأعلام في بناية المحافظة كان يجلس على جانبيه كل من النائب الأول المهندس محمد طاهر التميمي والنائب الثاني د. ضرغام الاجودي ، سُئِلَ كيف سيكون عمله في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البصرة سياسياً وما خلفته له الإدارة السابقة من تركة ثقيلة، قال سوف أعمل من أجل خدمة البصرة وسيكون هؤلاء الأخوة معي يساعدونني، يقصد النائبين التميمي والأجودي ، وفعلا نقل الكثير من صلاحياته إليهما ولم يسبقه أحدٌ من المحافظين بهذا النوع من الإجراء الإداري، وتفرّغ للتنظيم والتخطيط لبناء البصرة والنهوض بها، حيث تعاقد مع شركة استشارية عالمية وهي شركة “خطيب وعلمي” التي تقوم بدراسة كل مشروع وتقدمه للتنفيذ ونجح بذلك، حيث تم تنفيذ الكثير من المشاريع الخدمية المتكاملة وأخذت بالتوسع تصاعديا كلما توفرت له الأموال ، من جهة أخرى لم يلتفت إلى السياسيين من الأحزاب الذين تعودوا على تقاسم المغانم ولم يهادنهم حتى من أصدقائه المقربين، واختلف مع الكثيرين منهم ولكنه تعامل مع هذه الحالات بصلابة الرجل الواثق من نفسه مستمدّا ًقوته من إرثه العائلي وتجارب الحياة القاسية التي مرَّ بها، وترك خلفه كل العلاقات التي تؤثر على عمله، وكان همَّه كيف يبني البصرة ويثبت للعالم انها مدينة تستحق العطاء والنهوض بها واعتبره واجبا .
- اقرأ أيضا: نصير العوام يكتب.. العراق بين الاتفاق السياسي “الكونكريتي” والمقاطعات الفوضوية
لقد عمل العيداني بعدة اتجاهات و مستويات، منها تغيير الواجهة البائسة للمدينة من خلال خدمة الأحياء بالبنى التحتية المتكاملة، وبناء المدارس، وتطوير المستشفيات والكهرباء، وتبليط الطرق الرئيسية والفرعية واهتم برفع التجاوزات وإيقافها من التمدد، وهو مازال يواصل مهمته بنجاح ولم ينس المواطن المحتاج خصوصاً المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج فيستجيب لندائهم، ودافع عن حقوق البصرة وأهاليها باعتبارها رئة العراق الاقتصادية، والتي عانت كثيراً بسبب الحروب والتلوث والدمار الذي طال نخيلها وأراضيها.
من جانب آخر عمل بكل قوة من أجل وضع المدينة في الواجهة الدولية فاجتهد في إقامة خليجي ٢٥ ونجح فيه وأخرج العراق من عزلته واتجهت أنظار دول العالم إليه وأخذت الشركات العالمية بتقديم مبادرات كثيرة للاستثمار، وتوالت الزيارات لعدد كبير من مسؤولي دول العالم ومنها من توجه إلى البصرة ولقاء محافظها للاطلاع على الفرص الاستثمارية. ومن هنا كسب العيداني ثقة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء حيث شارك معهم في مؤتمرات دولية وأناب عنهم في بعض المهام .
إن الأداء العالي للعيداني أكسبه جماهيرية كبيرة ، ولكن هذا لم يرضِ بعض الجهات السياسية الحزبية التي خسرت شعبيتها في البصرة فأخذت تجنّد أدواتها للتقليل من شأنه ومحاولة إيقاعه في شرك هيئة النزاهة بأدوات إعلامية قذرة ولكنها لم تنجح لأن العيداني يعمل وفق المرتكزات الإدارية القانونية الرصينة .
ونحن على عتبة انتخابات المجالس المحلية فإنّ الجميع ينظر إليه، المخالف الخائف والصديق المتفائل، أما المخالف يترقب وينتظر ويشعر بقلق كبير متسائلا كيف سيكون تشكيله السياسي ومن سيكون معه ويتحين الفرص للانقضاض عليه إعلاميا بـأدوات قد تكون قاسية، أما المتفائل يتساءل أيضاً نفس السؤال وينتظر بقلق مشروع ويحتاج الى إجابة وكيف سيعمل العيداني للفوز بأكبر عدد من المقاعد ليعود الى سدة المحافظة، ليكمل مشروعه الحضاري الذي طالما تحدث عنه، وكان وصفه للبصرة بأنها ستكون جوهرة الخليج ، وهناك الكثير من الشباب الفاعلين الناشطين يحثون الخطى للانضمام الى كتلته ولكنهم ينتظرون ريثما يجري التعرف على سياسته القادمة ومتى تأتي اللحظة التي يعلن فيها عن تشكيله السياسي .
إنّ الغموض السياسي الذي يعمل به العيداني ليس جديداً عليه لأنه لا يحب الاعلام بدون فعل حقيقي على ارض الواقع ولذلك تجده لا يعلن عن أي مشروع إلّا عند التوقيع عليه، فهو يعمل وفق مبدأ الافعال تسبق الاقوال، وهذه السياسة أعطت الاطمئنان والثقة العالية لجماهير البصرة بأنه يعمل من أجل مدينته وتطويرها وليس همّه المكاسب ولا المصالح التي كان يعمل بها من سبقه أي أنه بعيد عن المحاصصة وعن الاقربين وتوزيع الكعكة، واعتبره الكثيرون بأنه رقمٌ سياسيّ صعب قد يكتسح مقاعد الانتخابات القادمة .
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب