التسامح والتعايش السلمي عنوان الخطاب الإلهي.. والعنف والإكراه عنوان الروايات
رسائل تنويرية يكتبها محمد فتحي الشريف حول تطابق أفكار الشرفاء الحمادي مع الأفكار التنويرية التي توضح صحيح الدين.. الحلقة الخامسة
الملخص
الإسلام دين تسامح ورحمة وعدل، والقرآن الكريم يدعونا إلى التعامل مع غير المسلمين بالسماحة والرحمة، فالدين الإسلامي لا يعرف الإكراه ولا العدوان، وذلك وفقا لقوله الله تعالى “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ”، هذا أبرز ما جاء في كتاب (سماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين) للدكتور عبدالله بن إبراهيم اللحيدان، وهو ما يتطابق تماما مع أفكار الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي التنويرية، التي تطالب بالعودة إلى خطاب (القرآن الكريم)، الذي يدعو للرحمة والسلام، والابتعاد عن خطاب الروايات والإسرائيليات الذي يدعو للتطرف والعنف.. فإلى التفاصيل.
التفاصيل
قال الباحث السعودي الدكتور عبدالله بن إبراهيم اللحيدان في كتابه (سماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين) إن الله عز وجل قدر أن لا يؤمن أهل الأرض كلهم، وله الحكمة التامة في ذلك والحجة البالغة، قال تعالى: “وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ”، وقال تعالى: “وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ”، وقال تعالى: “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ”.
بقاء الكفر على الأرض
وأضاف الباحث: ولا يتصور مع بقاء الكفر على الأرض، ومع وجوب تبليغ الدعوة إلى الناس كلهم لا يتصور مع ذلك أن ينعزل المجتمع المسلم عن غيره من المجتمعات، ولذلك فإن التشريع الإسلامي نظم علاقة المسلم مع غيره من بني جنسه أفرادا ومجتمعات، ووضع الضوابط الكاملة في ذلك داخل المجتمع الإسلامي وخارجه.
ومضات على الطريق
هذا الطرح الذي قدمه الباحث السعودي يتفق تماما مع ما ينادي به المفكر العربي الأستاذ علي الشرفاء الحمادي، الذي قال في الجزء السادس من كتاب ومضات على الطريق في الصفحة (205) وبعنوان علاقة المسلم بغيره (الإسلام الذي جاء في منهج الله يطلب من المسلم أن تكون علاقاته مع الناس بالسلام والكلمة الطيبة والاحترام بالرحمة والعدل والإحسان).
الرحمة والعدل
وهنا وضح المفكر العربي الكبير الجوهر الحقيقي للدين الإسلامي الذي يتعامل مع جميع الناس بالرحمة والعدل حتى في حالات القتال لابد أن يكون دفاعا عن النفس وليس اعتداء، فالإسلام لا يعرف الاعتداء، ويدعو دائما للسلام، وهو المنهج الثابت في القرآن في قول الله تعالى “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين” (سورة البقرة 190).
في النهاية أقول إن الرسائل التنويرية التي يقدمها الشرفاء الحمادي للمكتبة العربية والإسلامية مهمتها توضيح حقائق غيبها أعداء الدين لصالح أهوائهم ومنافعهم الشخصية.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب