المركز الثقافي البغدادي يحتفي بـيوم الوالدين العالمي ويناقش ظاهرة أطفال الشوارع
بغداد. وسن الوائلي
على قاعة جواد سليم أقامت الرابطة العراقية للتاريخ وتوثيق علم الأنساب ندوة عن اليوم العالمي لبر الوالدين الذي أعلنته الأمم المتحدة في الأول من حزيران كل عام. ألقى الدكتور عبد العزيز فرج الجلبي كلمة عن اهتمام الأمم المتحدة بالوالدين (تقديراً لجميع الآباء في جميع أنحاء العالم لالتزامهم الإنساني تجاه الأطفال وتضحياتهم مدى الحياة من أجل رعاية هذه العلاقة». إنه نفس اليوم العالمي للطفل. فاللام مقام مقدَّس ومقام الأب عظيم…قال تعالى في كتابه: “وقضى ربك إلاَّ تعبدوا إلاّ إياه وبالوالدين إحساناً” . قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله، ما حقّ الوالد؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: “أن تُطيعه ما عاش” فقيل: ما حقُّ الوالدة؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: “هيهات هيهات، لو أنّه عدد رمل عالج، وقطر المطر أيّام الدنيا، قام بين يديها، ما عدل ذلك يوم حملته في بطنها. أن للوالدين مقاماً وشأناً يعجز الإنسان عن ادراكه، ومهما جهد القلم في إحصاء فضلهما فإنَّه يبقى قاصراً منحسراً عن تصوير جلالهما وحقّهما على الأبناء، وكيف لا يكون ذلك وهما سبب وجودهم، وعماد حياتهم وركن البقاء لهم. لقد بذل الوالدان كل ما أمكنهما على المستويين المادي والمعنوي لرعاية أبنائهما وتربيتهم، وتحمّلا في سبيل ذلك أشد المتاعب والصعاب والإرهاق النفسي والجسدي وهذا البذل لا يمكن لشخص أن يعطيه بالمستوى الذي يعطيه الوالدان.
وألقى الدكتور صلاح عبدالرزاق مداخلة حول بر الوالدين قال فيها: طاعة الوالدين من أهم ما أمر الله تعالى به، فالوالدان هما أحق الناس بالرعاية والعناية، وهما اللذان يُضحيان براحتيهما لأجل الأبناء، ويبذلان كلّ ما يستطيعان للسهر على راحة أبنائهما ورعايتهم منذ ولادتهم وحتى آخر عمرهم، فالأم والأب هما رمز الوفاء والتضحية، والحياة دونهما أشبه بالظلام الدامس، ولا يعرف قيمة الوالدين إلا من عاش حياة اليتم محرومًا من أحدهما أو كليهما، لذلك فإنّ طاعة الوالدين يجب أن تكون من ضمن أولويات الأبناء، فالله تعالى ورسول الكريم أمرا بطاعتهما ومعاشرتهما بالمعروف وعدم نهرهما أو التأفف في حضرتهما مهما كانت الظروف والأحوال. الأم والأب حين يقدّمان لأبنائهما الخير والمعروف فإنّهما لا ينتظرانِ أيّ مقابل؛ لأنهما يفعلان هذا بدافع الحب الفطري الكبير الذي أودعه الله تعالى في قلبيهما، لكن من واجب الأبناء ردّ المعروف وعدم مقابلته بالجحود والنكران، وإنما بالمعروف والمحبة والطاعة التي تكون مبنية على الحب والوفاء. والإحسان إلى الوالدين يجب أن يكون أكثر ما يكون في كبرهما عندما يبلغ بهما العمر مبلغًا يجعلهما غير قادرين على القيام بأمورهما الخاصة إلا بمساعدة أحد، فالأم والأب يحملان هم أبنائهما طول العمر، لهذا يستحقان مبادلة الحب بالحب. وضرب أمثلة بمعاملة الوالدين في المجتمعات الشرقية التي تولي الوالدين اهتماماً كبيراً ويكونان جزءاً من العائلة ولهما دور في داخل الأسرة. بينما الوالدان في المجتمع الغربي يجري وضعهما في دور المسنين ويفتقدون لجو العائلة والمحبة والحنان من قبل الأبناء والأحفاد.
ظاهرة أولاد الشوارع
وعلى قاعة علي الوردي عقدت ندوة بعنوان (أطفال الشوارع) تحدث فيها الباحث الاجتماعي ولي جليل الخفاجي مدير قسم البحوث والدراسات في وزارة العدل ومسؤول دار إصلاح الأحداث في الوزارة محاضرة تناول فيها مفاهيم التشرد وجنوح الأحداث وتعريفها القانوني . وعرج على التفسير الاجتماعي لظاهرة التشرد وأسباب تفاقمها بسبب الحروب والتفكك العائلي بسبب الطلاق أو فقد الأب أو النزوح والهجرة من منطقة إلى أخرى. وقدم الباحث نتائج الدراسة الميدانية التي قام بها وشملت ٦٣ حدثاً والإجراءات المنهجية المتبعة فيها. وظهر أن ٢٣٪ من الأحداث قد توفي والدهم، و٢٢٪ والدتهم متوفية ، و١٢٪ كلا الوالدين متوفي، و٢٠٪ الوالدان على قيد الحياة ، و١٧٪ مجهولي النسب.
وحول أماكن تواجد الأحداث قبل دخولهم دار الأحداث تبين أن ١٧٪ منهم كانوا يتواجدون في كراجات النقل (العلاوي والنهضة) ، و١٤٪ في الأسواق ، و ١٢٪ في المراقد المقدسة ، و ٢٥٪ في الشوارع ، و٣٠٪ في تنقل مستمر بين المحافظات.
وحول مزاولة الأحداث للمهن قبل دخولهم الدار ظهر أن ١٧٪ يبيعون العلكة والبخور والأدعية ، و٧٪ منهم يجمعون العلب الفارغة ، و١١٪ يعملون حمالين وبلا مأوى. في حين كان ٧٣٪ لا يعملون بل يمارسون السرقة والنشل بين حين وآخر.
وألقى الدكتور صلاح عبد الرزاق كلمة تناول فيها دور الحكومة والمؤسسات الاجتماعية في ملاحقة ظاهرة أطفال الشوارع ، وأهمية الإجراءات في منع تسربهم أو استيعابهم في دور الرعايا . كما أكد على أهمية دراسة ظروف الأسر التي يتسرب منها أطفال الشوارع. وضرورة دعم هذه الأسر ضمن شبكة الحماية الاجتماعية وتوفير السكن والتعليم والصحة لها ولأبنائها.
وفي الختام قدم الدكتور صلاح عبد الرزاق شهادة تقديرية للباحث ولي جليل الخفاجي تقديراً لجهوده وبحوثه.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب