أبحاث ودراساتاهم الاخبار

الباحثة يسرا محمد مسعود تكتب.. المواطنة وحقوق الإنسان

يعُد مصطلحى المواطنة وحقوق الإنسان من المصطلحات الشائعة فى عصرنا الحالى وقد اعتاد الإنسان الغربى الحديث على هذه المصطلحات وعاشاها كواقع فى حياته المدنية منذ الثورتين الأمريكية والفرنسية ،على عكس الإنسان العربى الذى لا يزال لا يعى جيداً تلك المصطلحات ومفهومها ،فما معنى هذين المصطلحين (المواطنة وحقوق الإنسان ) ،ومصطلح المواطنة البيئية الذى ظهرمؤخراًوكذلك المواطنة الرقمية، فهذه المصطلحات لها أهمية فى الوقت الحالى هذا ما سيجيب عنه البحث التالى:

فبداية نتحدث عن المصطلح الأول،فالمواطنة هى الإنتماء إلى أمة أو وطن وتعرف المواطنة أيضاً بإنها :حب الفرد وإخلاصه لوطنه ،كما إنها تعنى أن الإنسان يحب وطنه ويعتز ويفخر ويفتخر به ويحافظ عليه ويدافع عنه بكل ما يملك بالروح والمال ويتعاون مع الآخرين من أبناء وطنه للمساهمة فى تقدمه ويقوم بأداء ما عليه من واجبات ويحصل على ما يوفره له الوطن من حقوق .

والمواطنة أربعة أنواع رئيسة :بداية ،المواطنة المطلقة وفيها يجمع المواطن بين دوره الإيجابى ودوره السلبى تجاه وطنه وذلك وفق الظروف التى يعيش فيها ووفق دوره فيه ،ثانياً،المواطنة الإيجابية وفيها يشعر المواطن بقوة انتمائه لوطنه وقيامه بدور إيجابى فى مواجهة السلبيات الموجودة بوطنه ،ثالثاً،المواطنة السلبية ،وهى أن المواطن لديه شعور بانتمائه لوطنه ،ولكن يتوقف دوره عند حدود النقد السلبى ،ولا يقدم على أى عمل إيجابى لإعلاء شأن وطنه ،وأخيراً ،هى المواطنة الزائفة ،وفيها يكون المواطن ليس لديه إحساس بالإنتماء والاعتزاز بوطنه ،ولكن يظهر عكس ذلك للآخرين .

وتتضمن المواطنة العديد من القيم ومن أهمها :الأمانة وهى تعنى المحافظة على أسرار الوظيفة وأسرار الدولة وعدم استغلال منصب لأخذ منفعة شخصية  والمساواة وهى التماثل بين جميع أفراد المجتمع أمام القانون والمساواة فى تولى الوظائف العامة والحرية وحب العمل والحرص على إتقانه فهو أساس نهضة الشعوب وتقدمها والتعاون والمشاركة بين أفراد المجتمع أمر هام لأن فيه رفعة الوطن أيضاً وتحمل المسئولية مثل دفع الفرد للضرائب وعدم التهرب من دفعها وتأدية الخدمة العسكرية الوطنية واحترام حريات الآخرين وخصوصياتهم وكذلك الصبر على المتاعب والمشقات من أجل الوطن والاحترام وخاصة ما يتعلق إعطاء التقدير للآخرين بصرف النظر عن لون أو جنس أو دين أى غير المسلمين،وأيضاً حب الوطن والانتماء والحرص على المصلحة العامة.

كما ترتبط قيم المواطنة بالإعتزاز بالهوية الوطنية وعلم الوطن والقيادة والافتخار بأبناء الوطن فى كل المجالات والاعتزاز بمؤسسات الوطن والاعتزاز بالتاريخ الوطنى .

فيأتى مصطلح المواطنة البيئية مواكباً ومهماً جداً مع ظاهرة التغيرات المناخية ومن التعريفات المتعلقة بهذا المصطلح هى أن يكون الفرد أى المواطن متمسكاً وداعياً للقضايا البيئية متفهماً مسائلها متحفزاً لصون وحماية بيئته التى يعيش فيها والاهتمام بصحة كوكب الأرض ،وكذلك الحفاظ على البيئة وعناصرها وأنظمتها وكائنتها الحية وصيانتها من التلف والدمار والتدهور والتلوث بجميع صوره.

كما إن التوعية البيئية لتعزيز دور المواطن فى مراقبة السياسات البيئية والمشاركة فى صياغتها والعمل على إنجاحها وتعزيز العمل التطوعى ضرورة لرفع درجة المواطنة البيئية.وتهدف المواطنة البيئية إلى تعزيز مبادىْ العدالة البيئية بما يضمن التوزيع العادل للموارد الطبيعية وتأمين الحقوق البيئية للإنسان وتنمية المسئولية البيئية للمواطنين وإتاحة الفرصة للمواطنين للمشاركة فى اتخاذ القرار البيئى.

إذاً فإن الثقافة البيئية من خلال التوعية البيئية للأفراد والجماعات وإكسابهم المعارف المتعلقة بالبيئة والتنور البيئى والذى قد أعلنته الأمم المتحدة عام 1990 كعام “التنور البيئى” من أهم السبل لمواجهة التغير المناخى وتعزيز المواطنة البيئية .

ولا يمكن أن نغفل فى ظل التحول الرقمى والتكنولوجيا الحديثة أهمية مصطلح المواطنة الرقمية ،وهو يعنى ضرورة إعداد المواطنين لمجتمع ملىء بالتكنولوجيا ،وذلك بتدريبهم على الالتزام بمعايير السلوك المقبول عند استخدام التكنولوجيا فى أى مكان ،كما تعرف أيضاً بأنها الانتماء إلى مجتمع افتراضى ،بما يتضمن ذلك من حقوق الأفراد وواجبات ومسئوليات تقع عليهم تجاه هذا المجتمع ،والمشاركة الفاعلة فى هذا المجتمع الافتراضى.

ثم أخيراً ،يأتى مصطلح حقوق الإنسان وهذا لا يعنى عدم أهميته كمصطلح المواطنة ،فهويعنى الحقوق المتأصلة فى جميع البشر ،مهما كانت جنسيتهم ،أو مكان إقامتهم ،أوجنسهم أو الأصل العرقى أو الوطنى أو دينهم أو أى وضع آخر ،لذلك فنحن جميعاً لنا الحق فى الحصول على حقوقنا الإنسانية على قدم المساواة وبدون تمييز .ويضع القانون الدولى لحقوق الإنسان التزامات تتقيد الدول باحترامها والتصرف بطرق معينة أو الامتناع عن أفعال معينة ،من أجل تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية للأفراد والجماعات .

ولقد اعتمدت الجمعية العامة فى عام 1945 و1948 على التوالى ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمى لحقوق الإنسان .وقد ترجم الإعلان العالمى لحقوق الإنسان إلى أكثر من 500 لغة وهى الوثيقة الأكثر ترجمة فى العالم .

ومما سبق يتضح ضرورة الوعى بظهور مفاهيم ومصطلحات تتعلق بالمواطنة ،كالمواطنة البيئية والمواطنة الرقمية وأهمية مصطلح حقوق الإنسان ،مما يتطلب من كافة أفراد المجتمع الفهم الجيد لها والعمل على تحقيق أهدافها .

المصادر:

– د.حسنى هاشم محمد الهاشمى ،المواطنة العالمية..البيئية..الرقمية،مكتبة الدار العربية للكتاب، 2020.

https://www.un.org/ar/global-issues/human-rights

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى