اهم الاخباررؤى الشرفاء الحمادي

الشرفاء الحمادي يتحدث عن دور الشيخ زايد في رأب الصدع بين مصر والسودان في عام 1972

الحلقة الثالثة والثلاثون من موسوعة "ومضات على الطريق" - الجزء الأول - بعنوان "دراسات ومشاريع وحلول لمواجهة المستقبل العربي"

الملخص

يقول المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، في الحلقة الثالثة والثلاثين من حلقات موسوعة “ومضات على الطريق” الجزء الأول، إن السودان تعرض في الماضي لمؤامرة نالت منه ومزقته ولا تزال فصولها مستمرة. ويحكي الشرفاء عن دور الشيخ زايد في رأب الصدع في السابق بين مصر والسودان في سبعينات القرن الماضي، حين كان يشغل منصب أول سفير لدولة الإمارات العربية لدى السودان عام 1972، وقدم الشرفاء الحمادي رؤية لتجنيب السودان مزيدا من الخراب والدمار حتى يمكن إنقاذ ما يمكن إنقاذه.. التفاصيل في السياق التالي.

اقرأ أيضا: بالفيديو.. مؤلفات الشرفاء الحمادي تزين النسخة الـ(56) من معرض القاهرة الدولي للكتاب (2025 )

التفاصيل

مصر والسودان

في حلقة اليوم يقول الشرفاء الحمادي: “لقد شرفتني دولة الإمارات العربية المتحدة بتعييني أول سفير لها لدى جمهورية السودان الشقيقة؛ وذلك عام 1972، وكان لي شرف الإسهام في رأب الصدع؛ الذي حدث بين جمهورية مصر العربية والسودان، وما نتج عنه من إسهام المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة – بإعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين الشقيقين؛ وبمساعدة من الأخ الفاضل معالي مهدي مصطفى؛ وزير شؤون الرئاسة يومذاك”.

 

واقع الأمة العربية

ويضيف الشرفاء قائلا: “يحق لي – من منطلق الرباط المتصل مع ما يجري من تطورات في السودان الشقيق، ومن إطلالتي المستمرة على المتغيرات المتلاحقة فيه، ومن واقع الأمانة القومية العربية – أن أطرح أمامكم رؤية متواضعة لتجنيب السودان ما يخبئه له المستقبل؛ حتى لا ينساق خلف عاطفة متحمسة غير محسوبة العواقب؛ وهو الأمر الذي قد تنتج عنه آثار سلبية؛ قد تتحول إلى تمزيق الوطن”.

خلخلة الهياكل

ويواصل الشرفاء قائلا: “لذا يتطلب الأمر معالجة استثنائية تتجاوز التمنيات، وتتعامل مع الواقع؛ حيث إن الأمة تواجه هجمةً شرسةً؛ تم التخطيط لها منذ أمد بعيد، ينفذها أعداؤها بالعمل على خلخلة هياكل الدولة العربية، وتغيير أوضاعها الجغرافية؛ وذلك للأسباب الآتية:

أولاً: إضعاف الدول العربية، وانشغالها بنفسها، وخلق اضطرابات فيها تعطل مسار التنمية، وتعزلها عن واجباتها القومية على المستوى العربي.

ثانياً: يتحقق للولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا؛ التي تسير وفق المشيئة الإسرائيلية، استغلال الثروات الاقتصادية العربية، وتسخيرها لمصالحهم على حساب شعوب الدول العربية.

ثالثاً: الاستمرار في خلق وسائل للاضطرابات، وإيجاد البلبلة في الدول العربية، واعتبارها وسيلة للابتزاز، والسيطرة على منابع النفط”.

 حاجز من الدماء

ويكمل حديثه ويقول: “لذا؛ ومن أجل المحافظة على استمرار الاستقرار في بلدكم الشقيق، وحماية الأمن الوطني فيه، وتقليل الخسائر المتوقعة من جراء ما سينتج عنه الاستفتاء من إجماع متوقع باختيار استقلال الجنوب عن الشمال، وتنفيذا لرغبة أبناء الجنوب بعد محصلة لحرب طويلة بين الشمال والجنوب، خلقت حاجزا من الدم، والضحايا، والدمار، تم استخدامه أرضية جاهزة لدعم الجنوب من أجل الاستقلال، تتبناه الولايات المتحدة الأمريكية، ومن خلفها الدول الأوروبية، وتدعمه دعما سياسيا بلا حدود؛ وهو أمر يؤكده الواقع، والمواقف المحلية، والدولية من خلال تنفيذ أحد بنود اتفاقية (نيفاشا سنة 2005)”.

معالجات منطقية

وأدرك: “وعليه فإن الأمر يتطلب ما يأتي:

  1. من أجل المحافظة -قدر الإمكان – يجب استخدام الحكمة في معالجة الواقع، والسيطرة على العواطف غير المحسوبة العواقب من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
  2. وضع استراتيجية مرنة؛ تأخذ في الحسبان استعدادا للاعترافالصريح باحترام رغبة أبناء الجنوب فيما يقررونه من اختيار العلاقة مع الشمال.
  3. وضع تصور معقول ومقبول لإعادة هيكلة العلاقة مع الجنوب في حالة الانفصال، وإبراز حسنالنية بالدور الإيجابي الذي سيقدمه الشمال لدعم أبناء دولة الجنوب، والمحافظة على أمنه واستقلاله.
  4. بناء علاقة جديدة مبنية على التعاونالاقتصادي، والسياسي، والزراعي المشترك من أجل مصلحة الشعبين، واستمرار التفاعل بين المواطنين، وعدم اتخاذ إجراءات، وردود فعل ارتجالية، لأنها ستكون سببا في إشعال النار، ونشوب معركة الكل فيها خاسر.
  5. التعاون في مجال الثروة النفطية، وتقاسم الحقول المنتجة بين الطرفين، ويجوز لدولة الجنوب استغلال حقول جديدة في الحدود المحددة لها بالكامل،وحسب إرادتها.
  6. يتم إنشاء مجلس تعاون سياسي، وأمني، واقتصادي بين الطرفين يضم الرئيسيين والوزراء المعنيين؛ لوضع استراتيجية مستقبلية للتعاون فيما بينهما من أجل تحقيق الرفاهية، والأمن في مختلف المجالات، ووضع قاعدة صلبة مبنية على أساس الاحترام المتبادل، والتعاون الوثيق بينهما”.

 

تفويت الفرصة

ويوضح الشرفاء قائلا: “بذلك تستطيع يا سيادة الرئيس تفويت الفرصة على المتربصين بأمن السودان، ومصالحه العليا واستقراره، وتكون قد حققت بذلك مصالحة دائمة بين الشمال والجنوب، واستمرار المنفعة المتبادلة، وحفظت دماء الشعبين، وما يخطط لهما من مؤمرة لزجهما في أتون نار لا يعرف متى تنتهي”.

 

الحكمة والصبر

ويختتم الشرفاء حديثه قائلا: “أدعو الله عز وجل أن يلهمكم الحكمة، والثبات، والصبر، ولكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أٌسوة في مواجهة المكائد والمؤامرات؛ فبالصبر، والحكمة، وحقن الدماء، وأن يعينكم، ويوفقكم، إنه سميع مجيب”.

انتهت حلقة اليوم، ويتجدد الحديث في الأسبوع المقبل إن شاء الله تعالى.. حفظ الله الأمة العربية.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى