اهم الاخباررؤى الشرفاء الحمادي

أمريكا استغلت خطأ تاريخيًا لقرار غزو العراق للكويت ومكنت إسرائيل وحققت أمنها.. “ومضات على الطريق”

الحلقة الخامسة والثلاثون من موسوعة "ومضات على الطريق" - الجزء الأول - بعنوان "دراسات ومشاريع وحلول لمواجهة المستقبل العربي"

الملخص  

في الحلقة الخامسة والثلاثين من حلقات موسوعة “ومضات على الطريق” الجزء الأول، يواصل المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، الحديث عن غزو العراق للكويت، إذ وصف تلك الخطوة بأنها خطأ تاريخي وقرار ارتجالي لم يستوعب متخذه الآثار الخطيرة التي ترتبت عليه؛ إذ تم اتخاذ هذا القرار في لحظة غضب، وبموجبه منحت إسرائيل فرصة ذهبية للضغط من خلال القوى الصهيونية على الولايات المتحدة لاستغلال هذا الخطأ التاريخي لمصلحة السياسات الإسرائيلية في المنطقة، فأمريكا لم يكن هدفها تحرير الكويت كما هو معلن، إنما كان هدفها الحقيقي تحقيق أمن إسرائيل، وهيمنتها من خلال سيطرة أمريكا على الثروات العربية، وكذلك على القرار السياسي في المنطقة.. التفاصيل في السياق التالي.

التفاصيل

تقدير خاطئ وآثار مدمرة

في حلقة اليوم، نواصل الحديث عما جاء في الفصل الرابع من الجزء الأول من موسوعة “ومضات على الطريق” تحت عنوان “تعليقات ومقالات عربية”، إذ يتحدث الشرفاء عن قرار غزو العراق للكويت والآثار المدمرة التي خلفها هذا القرار، إذ منح الأمريكان الفرصة للتدخل والسيطرة على العراق، وفي هذا يقول الشرفاء: “إن رد الفعل العراقي تجاوز تقديرات الدول العربية، والدولية، ومدى الآثار المترتبة على الاجتياح؛ والتي قد تصبح مدمرة لمصلحة العراق وشعبه؛ وقد اتضح بالفعل أن قراراً بهذه الخطورة لم يتم التفكير فيه بدقة أو دراسته بإمعان أو بحث آثاره، ومضاعفاته، ومبرراته”.

 

قرار ارتجالي خطير  

ويواصل الشرفاء حديثه قائلا: “لقد كان قراراً ارتجالياً لم يستوعب الآثار الخطيرة التي ستترتب عليه؛ منساقاً لعوامل نفسية، ومشاعر لم تكن تتوقع ما حدث من الظروف القاسية التي نتجت بعد الحرب العراقية الإيرانية”.

 

خطـأ تاريخي فادح

ويكمل المفكر العربي حديثه ويقول: “هكذا في لحظة غضب حدث ما حدث؛ وبذلك أعطى العراق إسرائيل فرصة ذهبية للضغط من خلال القوى الصهيونية على الولايات المتحدة لاستغلال هذا الخطأ التاريخي لمصلحة السياسات الإسرائيلية في المنطقة، وأهدافها في تدمير القدرة العسكرية العراقية قبل محنة احتلال الكويت؛ بأن العراق يملك سلاحاً كيمياوياً تدميرياً قادراً على تدمير نصف إسرائيل، وكان ذلك خطأ آخر ارتكبته القيادة العراقية؛ إذ دفعتها نشوة القوة دون حساب للعواقب؛ فعملت أجهزة الإعلام في إسرائيل، والولايات المتحدة، على تفجير المخاوف، وإقناع العالم بأن القوة العسكرية العراقية أصبحت تهدد العالم أجمع”.

قوى صهيونية مؤثرة  

ويواصل الشرفاء حديثه قائلا: “حينما نجح المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة في إقناع العراق بالانسحاب من الكويت، وحمل الحل الدبلوماسي إلى الولايات المتحدة؛ فإن الرئيس الأمريكي رفض العرض قبل أيام من بدء الحرب، وكان ذلك بطبيعة الحال استجابة للقوى الصهيونية المؤثرة؛ التي وجدت في موافقة العراق على الانسحاب ضياعاً لهدفها الكبير؛ وهو تدمير العراق، وقوته العسكرية”.

الثروات العربية المنهوبة  

ويكمل الشرفاء حديثه قائلا: “هنا يتضح الأمر تماماً، إذ لم يكن هدف الولايات المتحدة منذ البداية – بالدرجة الأولى – تحرير الكويت؛ بقدر ما كان الهدف تحقيق أمن إسرائيل، وهيمنتها من خلال سيطرة أمريكا على الثروات العربية، وكذلك على القرار السياسي في المنطقة، في مقابل ذلك وعلى الجانب الآخر، نجد أن هناك مواقف عربية مشتتة، ونجد أيضًا التناقضات بين أهل البيت الواحد؛ وهي تزرع الشكوك والريبة، وتعمق الخلافات بين الأشقاء؛ الذين فقدوا الحكمة، والبصيرة وبذلك تراجعت المصلحة القومية، لتحل محلها أوضاع، ومفاهيم، ومصطلحات غريبة عن عروبتنا وتراثنا، وهكذا تعمقت الفرقة أكثر، وذهب اليأس، والإحباط بأحلام الأمة، وآمالها إلى بئر ليس لها قرار”.

الاحتكام لكتاب الله  

ويقول الشرفاء الحمادي: “لقد تحررت الكويت، وعاد قادتها إلى الحكم والقيادة، فماذا حدث بعد ذلك؟ تعالوا نحتكم إلى القرآن الكريم، وهو دستورنا الذي يجب أن نتبعه نحن المسلمين. يقول الله عز وجل: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) الحجرات: 10-9.. إنني أتساءل: هل اتبعنا أمر الله – تعالى – في معالجة تلك القضية الخطيرة؟”.

عداء أمريكي صهيوني

ويجيب الشرفاء عن سؤاله قائلا: “كلا، فقد توارت تعاليم السماء، وقيم ديننا الحنيف وراء الكم الهائل من الحملات الإعلامية المعادية والخبيثة؛ التي توجهت إلى العقل، والنفسية العربية لتزرع اليأس، والخوف في النفوس، فها هو العراق، وبعد أكثر من عقد من الحصار والإذلال، ما زال يعاني شعبه الشقيق من المجاعات والأمراض وحالات الإذلال المهينة التي يمارسها عليهم كل يوم؛ لن يرضى حكام العراق وصفهم بالمرتزقة!! الذين يعملون في خدمة المخطط الصهيوني، والسياسات الأمريكية المعادية، والمنحازة دائمًا لإسرائيل”.

ضياع القوة العراقية

“لقد كان العراق وشعبه قوة حقيقية تضاف إلى القوة العربية وتعزيزها؛ لذا فقد قررت الولايات المتحدة، والصهيونية المتحكمة في قرارها السياسي، تدمير العراق وشعبه، ليكون مثلًا، وعبرة لباقي شعوب الأمة العربية، ولتبقى إسرائيل القوة المهيمنة الحاكمة في المنطقة، ولتظل الأمة العربية – بكل مقدراتها وثرواتها – رهينة لقوة إسرائيل، وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية. والآن تعالوا أيها الإخوة في كل قطر عربي ننظر ماذا يحدث لأمتنا، وما المخرج من هذه المحنة؟”.

انتهت حلقة اليوم، ويتجدد الحديث في الأسبوع المقبل إن شاء الله تعالى.. حفظ الله الأمة العربية.

  ملحوظة: هذا الكتاب طبع وتم تداوله في المكتبات قبل عدة أعوام من الآن.. كأن الشرفاء يقرأ من كتاب مفتوح متوقعًا ما يحدث الآن.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى