عقول مغيبة تمضي في طريق الشيطان.. رؤية جديدة للشرفاء الحمادي
الكاتب باحث ومفكر، مهتم بالشأن العام العربي والإسلامي، وله العديد من المؤلفات والأبحاث المرموقة
الملخص
إسرائيليات غيبت العقول وأوقفت التدبر ونشرت الفتن والكراهية وأحدثت الصراع وضيعت الحقوق وصنعت القسوة، ومع كل ذلك للأسف نجح أعداء الإسلام في الترويج لتلك الأكاذيب والخرافات حتى قدسها العوام وهجروا القرآن، مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد حذرهم من ذلك قبل أربعة عشر قرنا من الزمان، فهل تستيقظ العقول المغيبة وتعود إلى صوابها وتتبع طريق الرشاد، أم نظل في خلاف وشقاق وفرقة وتطرف وإرهاب؟ طالع رؤية المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي حول العقول المغيبة التي سلكت طريق الشيطان في السطور التالية…
التفاصيل
ضاع طريق الحق
منذ قرون عديدة تسقى الشعوب الإسلامية روايات مسمومة تدعو للشر والكراهية واتباع خطوات الشيطان، الذي يحض على ارتكاب الجرائم ونشر الفتنة وتحريض المسلمين على قتل بعضهم، والتشبث بكتب الدعاة والرواة ومن ثم تقديسهم ممن يسمون بالعلماء والمحدثين الذين تسببوا في هجر القرآن، فضاع عنهم طريق الحق والخير، واتبعوا طريق الشيطان عندما توعد الناسَ إبليسُ عند خلق الإنسان، واستكبار الشيطان على أمر الله بالسجود لآدم.
تحذير واضح من الله
فقال الله سبحانه محذرًا الإنسان: «يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ» (البقرة: 27)، وقوله سبحانه: «وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا» (النساء: 60)، وقوله سبحانه: «يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا» (النساء: 125)، وقوله تعالى «ولَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (الأنعام: 43)، «إنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا» (الإسراء: 53،)، «وزيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ» (النمل: 24).
روايات مسمومة وسفك دماء
وحينما نتدبر تحذير الله للناس من اتباع الشيطان الذي يحض على الفساد والمنكر وسفك الدماء، وتشريد الناس من أوطانهم ونشر الفزع بينهم، واستشراء العداء فيما بينهم، واشتعال الفتن والكراهية في المجتمعات الآمنة حيث تتحول إلى مجتمعات فقدت إنسانيتها وماتت ضمائرها، استشرى الفساد فيها بكل أشكاله، وانتفت من المجتمع الرحمة وضاع العدل وتقطعت العلاقات بين الأسر، وتسابق الناس للهروب من جحيم مستعر.
القاسية قلوبهم وروايات الشيطان
فمن يا ترى أغرى الجُهال والقاسية قلوبهم ليتبعوا مرويات الشيطان، ليسوقهم نحو الهلاك ويوردهم بأفعالهم الى عذاب الله وعقابه في الدنيا والآخرة (وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ) (النور: 21)، وهكذا تكون نتيجة الذين انصرفوا عن كتاب الله ومنهاجه وشريعته، واستحكمت في عقول المسلمين مرويات مزورة تدعوهم لارتكاب المنكر من جرائم قتل ضد الإنسانية، واستباحة الأموال والسطو على الأملاك وهدم المنازل على الساكنين، واغتيال أحلام الناس، وتدمير آمالهم وتشريد أطفالهم.
طريق الشر والطغيان
أولئك يدعون الناس إلى طريق الشر والطغيان، فمن يتبع الإنسان؟، أليس كتاب الله الذي يدعو الناس للرحمة بالإنسان والتعاون بين الناس، وألا يخسروا الميزان وإقامة العدل وإحقاق الحق بين الناس ونشر السلام وتحقيق الأمان؟
طريق الله وطريق الروايات
أي طريق يحقق مصلحة الإنسان طريق الله واتباع آياته في القرآن، أم اتباع من يحض على القتل والإجرام وروايات مزورة تزدري رسالة الإسلام وتشوه ما يدعو الله الناس إليه، وما يحقق لهم حياة كريمة في ظل السلام، فيا أهل العقول السوية بالله عليكم أجيبوني من نتبع: كلام الله وآيات الرحمن التي تجعل حياتنا رغدًا وأمان، أم نتبع خطوات الشيطان وأعوانه الذين ضللوا الإنسان ودفعوه للتهلكة والطغيان؟.
المحاسبة على التزوير
ويوم القيامة يحاسبه الديَّان على ما ارتكب من جرائم وتزوير في فهم آيات القرآن وغرروا بها المسلمين ليبعثهم الله يوم القيامة، ويناديهم ربهم في تحذيره لهم بقوله سبحانه: «يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ» (غافر: 52)، ثم يقول لهم سبحانه: «أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ قالَ اخْسَؤُوا فِيها ولا تُكَلِّمُونِ» (المؤمنون: 105 : 108).
اتباع الله طوق النجاة
لذلك حتى يتفادى المسلم ذلك الموقف الذي تقشعر منه الأبدان، لابد أن يعود إلى الله ويتبع رسوله فيما بلغه للناس من آيات القرآن الكريم، ليسعدوا في حياتهم الدنيا وينجيهم من عذاب أليم يوم القيامة باتباع ما أمر الله الناس بقوله سبحانه: “اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ” (الأعراف: 3).
دعوة الله للناس
تلك دعوة الله للناس فمن أراد حياة طيبة وجنة عرضها السماوات والأرض فليتبع ما بلّغه به رسوله، ومن أعرض عن كتاب الله واتبع خطوات الشيطان فحياته شقاء ويوم القيامة عذاب أليم في نار الجحيم.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب