أبوالمجد الجمال يكتب.. ليس رثاءا في سامي عبد الخالق الذي لا يموت
بقلوب موجوعة ونفوس حائرة حزينة وضمائر يأكلها القلق والتوتر علي مستقبل ومصير مجهول . مات القلم الحر الجرئ . . مات الصبر علي البلاء . . ماتت قطعة من أكبادنا وقلوبنا . . مات رفيق النضال والكفاح والثبات والصمود في مواجهة أمواج البحر الثائرة علي الضحايا فقط . . غابت الشمس التي كانت تدفء قلوبنا في عز الصقيع صقيع الظلم البارد وطقس أحلام الظالمين في نهش لحوم المظلومين . . غاب القمر هذة الليلة ولن يعود أبدا لتتحول حياتنا إلي كهوف ظلام في معابد وأصنام وثنية الظالمين الذين يجلدون ضحاياهم وكلنا ضحاياهم بأسياط الظلم ووجع الحرمان والبؤس . .
رحلت النجوم التي كانت تتلألأ في عز الليل لتنير لنا دروب الحياة . . رحل عن عالمنا المغبون والمشحون بكل أجواء الظلم المبين وتأسد الظالمين وإفتخارهم بظلمهم المبين ضحية مثلنا في بلاط “صاحبة الجلالة” انكوي بنار الظلم والظالمين عاش مأساة حقيقية يشيب لها الولدان مثله مثل زملائه الصحافيين الحزبيين والمستقليين المتعطلين عن العمل بعد أن تقاسموا علي مدار سنوات عجاف الجوع الكافر ونومة الأرض التي أكلت ظهورهم ونهشت لحومهم وكسرت عظامهم وسلخت جلودهم حتي سكنت في أجسادهم البالية كل الأمراض والأوبئة في بهو مكتب نقيب الصحافيين والسكرتير العام وقاعة إجتماعات مجلس النقابة وداخل مقر المجلس الأعلي للصحافة سابقا وأمام مجلسي الشعب والشوري سابقا وأمام قصر الإتحادية وعلي سلالم “قلعة الحريات” في دوي زلازل وبراكين وأعاصير إعتصامات وإضرابات وإحتجاجات سلمية للمطالبة بحقوقهم المشروعة في التوزيع علي الصحف القومية ومواقعها الإلكترونية أو توزيعنهم علي الشركة القومية للتوزيع أسوة بماحدث مع زملاء سابقيين لهم وتم حل مشكلتهم بينما تجاهوا عمدا أزمتهم حتي باتت أزمة متراكمة مزمنة بينما يهرولون لكسب ود زملاء في صحف أخري أزمتهم وليدة اليوم وهذا من حقهم ولكن من حق الحزبيين والمستقليين المتعطلين عن العمل أيضا التعامل بالمثل وليس بإزدواجية ومعايير لاتتطبق إلا عليهم وكأنهم أولاد “البطة السوداء”.
في زمن تحور “كوفيد الإهمال” وسنينه ! . . رحل أحد ضحايا الظلم المتغطرس المتعجرف المتعنتر الجبار المتمادي بلا عقاب أي عقاب . . رحل ضحية مثلهم في بلاط صاحبة الجلالة ليدق أجراس الخطر وأي خطر . . رحل ضحية مثلهم ليبعث رسالة لمن في الأرض جميعا بأن أمد الظلم طويل وبالمثل فإن أمد عقوبته أطول وأشد عند الواحد الديان . . مات فارس صاحبة الجلالة “سامي عبد الخالق” ليترك رسالة للجميع بأن يتوحدوا علي قلب رجل واحد لأن ساعة الرحيل والفراق تدق فوق رؤوس المظلومين . . رحل الرجل الذي عاش مثله مثل باقي زملائه المظلومين المطحونين المقهورين ليؤكد علي أن أمد الظلم مهما طال ومهما كانت قوته وشراسته وسطوته ونفوذه وجبروته فإن بركان غضب الحق آتي لامحالة . . رحل ضحية مثلهم عن عالمهم لكن تظل ذكري أيام الكفاح المرير هي رفيق أيام الوجع والحرمان والجفاف والجفاء . . مات “سامي عبد الخالق” الصحافي الحر الجرئ لكنه لم يمت في قلوبهم في كفاحهم في نضالهم المرير حتي يعود حقه لأسرته المكلومة وحتي يعود معه كل حقوق الصحافيين الحزبيين والمستقليين المتعطلين عن العمل.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب