تاريخ من الأزمات بين الصين وتايوان جدال التاريخ والجغرافيا
تاريخ من التوترات فى العلاقة بين الصين وتايوان،كانت الصين تنوي أجتياح تايوان منذ البداية ألا أن قيام الحرب بين الكوريتين قد منع الاجتياح الصيني للجزيرة الصغيرة، ومنذ ذالك الوقت باتت العلاقة بين الجارتين يشوبها التوتر فى كثير من الأحيان ويكسوها الهدوء في قليل الأحيان ،لتبقى تلك المنطقة من العالم معرضة لنشوب حرب في أي وقت.
أن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي “نانسي بيلوسي” لتايوان هي ما وتر العلاقة بين الجانبين من جديد، زيارة يراها الجانب التايواني على أنها أعتراف دولي بالجزيرة المعزولة دولياً، بينما يراها الجانب الصيني استفزازا من جانب الغريم الأمريكي وربما رداً على الدعم الصيني لروسيا في حربها على أوكرانيا،ووفق أي السيناريوهات لا يراها المراقبون ألا انها زيارة أشعلت فتيل أزمة مزمنة من جديد، العالم اليوم في غنى عنها .
زيارة “نانسي بيلوسي” التي تسببت في الأزمة
زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي “نانسي بيلوسي” جزيرة تايوان بداية شهر أغسطس الماضي، والتى سبقها تحذيرات متكررة للولايات المتحدة من بكين لعواقب تلك الزيارة ووصفتها بأنها ستكون تهديدا لسيادتها.
ولم تستغرق زيارة نانسي بيلوسي إلى جزيرة تايوان سوى أقل من 24 ساعة لكنها أثارت غضب بكين، لأنها أعلى مسؤول أميركي منتخب يزور الجزيرة منذ 25 عاما.
وفي سياق الزيارة، أكدت “بيلوسي” أن بلادها لن تتخلى عن الجزيرة التي يحكمها نظام ديمقراطي وتعيش تحت التهديد الدائم لغزو من قبل الجيش الصيني.
و وأضافة بيلوسي أنه على الرغم من حفاظ بلادها على العلاقات الدبلوماسية مع بكين، فإن الولايات المتحدة هي الداعم الدولي الأكثر أهمية لتايوان، وهي ملزمة بموجب القانون بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها.
الرد الصيني على الزيارة
وحول رد الفعل الصيني إزاء ما تعتبره بكين استفزازا، أجري جيش الدفاع الشعبي الصيني مناورات عسكرية قرب مضيق تايوان، وقال إن المناورات جاءت ردا على الزيارة وعلى القوات الانفصالية التايوانية والتدخل الخارجي، وشملت التدريبات تنفيذ ضربات وصفها الجيش الصيني بالدقيقة وذلك في مساحات واسعة قرب مضيق تايوان.
وفي ذات السياق، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أن القوات الصينية استخدمت في التدريبات صواريخ باليستية في المياه المحيطة بتايوان، منددة بما وصفته بـ”تصرفات طائشة تهدد السلم الإقليمي”.
وأضافت، أن الجيش الصيني توغل عدة مرات بشكل سريع داخل الخط الفاصل، الذي يقسم مضيق تايوان، وأن نحو 10 سفن من البحرية الصينية عبرت لفترة وجيزة، الخط الفاصل قبل أن “تبعدها” زوارق البحرية التايوانية.
وأردفت، أن العديد من الطائرات التابعة للقوات الجوية الصينية عبرت الخط الفاصل عدة مرات مما دفع تايوان إلى نشر طائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي لتتبع حركة الطائرات الصينية.
ردود فعل دولية
وصف مسؤول أميركي المناورات العسكرية الصينية بأنها “غير مسؤولة”، محذرا من خطر خروج الوضع عن السيطرة، وأضاف عندما ينخرط جيش في سلسلة أنشطة تشمل إمكان إجراء تجارب صاروخية وتدريبات بالذخيرة الحية وتحليق طائرات مقاتلة في السماء وتحرك سفن في البحار، فإن احتمال حدوث نوع من الحوادث هو أمر حقيقي”.
كما ندد ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بالمناورات العسكرية الصينية حول تايوان، وقال لا يوجد مبرر لاستخدام زيارة ذريعة لنشاط عسكري عدائي في مضيق تايوان. إنه أمر طبيعي وروتيني للمشرعين من بلادنا أن يقوموا بزيارات دولية.
وكانت مجموعة الدول الصناعية السبع، أعلنت تجديد التزامها المشترك والثابت بالحفاظ على النظام القائم على القوانين والسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وخارجه.
وأعربت المجموعة، في بيان، عن القلق إزاء الإجراءات التهديدية الأخيرة والمعلنة من قبل الصين، ولا سيما التدريبات بالذخيرة الحية والإكراه الاقتصادي، والتي قد تؤدي إلى تصعيد غير ضروري على خلفية زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان.
وفي احدث التفاعلات قرر الحزب الشيوعي الصيني، إدراج إشارة في دستوره تنص على معارضة بكين لاستقلال تايوان، وذلك بموجب قرار صدر في ختام المؤتمر الذي يعقده الحزب كل خمس سنوات.
في حين ردت الجانب التايوانى على مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الذي عارض استقلاليتها، قائلًا: “عليكم التخلي عن العقلية القديمة في الوقت الحالى .
تاريخ من التوتر بين الجانبين
مع نهاية الحرب الأهلية الصينية، حاول “ماو تسي تونغ”القضاء على الحزب القومي الصيني (الكومينتانغ)، وهو الحزب الحاكم في تايوان ، الذي كان يترأسه “شيانغ كاي شيك”، وفر قادته المهزومون إلى تايوان آخر الأراضي المتبقية تحت سيطرتهم.
وفي أكتوبر عام 1949 أعلن “ماو” تأسيس الجمهورية الشعبية. ولكن عندما كان يستعد لغزو تايوان في العام التالي اندلعت الحرب الكورية وتحول بدلا من ذلك للدفاع عن حليفه الشيوعي في الشمال الشرقي.
واحتفظت الجزيرة بأسم جمهورية الصين، التي لا تزال الهوية الرسمية لتايوانإلى الأن ، وهو ما اعترفت به الولايات المتحدة 1979، وقطعت بذلك العلاقات رسميا مع جمهورية الصين الشعبية على الرغم من أنها تحتفظ بمكتب تمثيلي هناك.
حاولة بكين وتايبيه وواشنطن لعقود الإبقاء على الوضع الراهن في مضيق تايوان، مع امتناع الصين عن مهاجمة تايوان وعدم إعلان استقلالها، وفي عام 2015 عقد الرئيس الصيني “شي” ورئيس تايوان آنذاك “ما بينغ جيو”، اجتماعا تاريخيا في سنغافورة.
ومع انتخاب “تساي إنغ ون” عام 2016 أثار غضب بكين لأنها تأتي من الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يعارض التوحيد وتوضح أنها تفضل إعلان الاستقلال، ومنذ ذلك الحين سعت بكين إلى معاقبة الجزيرة وعزلها دوليا.
وعن الاعتراف بتايوان، فأن 13 دولة فقط تعترف بها رسميا هي بليز وغواتيمالا وهاييتي وهندوراس وجزر مارشال وناورو وبالاو وباراغواي و”سانت كيتس ونيفيس” وسانت لوسي وسانت فينسنت والغرينادين وتوفالو والفاتيكان.
لكن تايوان تقيم علاقات غير رسمية مع عشرات الدول، وأكبر حليف لها هي الولايات المتحدة، التي عززت دعمها في مواجهة تهديدات بكين المتزايدة، وتعمل العديد من الدول الأوروبية على تعزيز العلاقات.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب