الكفر والإيمان والجنة والنار حقوق تفرد بها الله وعلماء الدين تلبسهم الشيطان عندما منحوا أنفسهم الوكالة.. رؤى الشرفاء الحمادي
الكاتب باحث ومفكر، مهتم بالشأن العام العربي والإسلامي، وله العديد من المؤلفات والأبحاث المرموقة
الملخص
في ظل اعتداء السفهاء المتطرفين الذين يسمون أنفسهم علماء وشيوخ الدين، على حق الله تعالى في محاسبة عباده، إذ إنهم يمنحون الناس صكوك الكفر والإيمان والجنة والنار، وهذا حق تفرد به الله -عز وجل- ولم يعين له وكلاء في هذا الشأن، وخطابه واضح في القرآن الكريم في آيات صريحة ومباشرة وصادقة لا لبس فيها ولا ألغاز؛ إلا من تلبسه الشيطان فغيب عقله وأعمى بصيرته؛ فتضخمت ذاته التي تجرأت على حق الله في حكمه على الناس ومصادرة شريعة الله ومنهاجه ليضل الناس عن الطريق المستقيم. في هذا الإطار تأتي أطروحة المفكر العربي الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي التي نتابع تفاصيلها في السطور التالية.
التفاصيل
مَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا
لم يعين الله سبحانه وكيلًا عنه في الحياة الدنيا ينوب عنه بإصدار أحكام التكفير وتصنيف المشركين؛ ولم يمنح رسوله عليه السلام حق النيابة عن الآخر، وحق الرقابة على الناس في أداء شعائرهم؛ كما قال سبحانه مخاطباً رسوله عليه السلام: (رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا) (الإسراء: ٥٤).
اعتداء السفهاء على حق الله
فقد اعتدى السفهاء على حق الله في محاسبة عباده؛ واختطفوا رسالة الإسلام ليتحكموا في رقاب المسلمين؛ وعينوا أنفسهم حكاماً على الناس يصدرون أحكاماً باطلة بالكفر والشرك وهم لا يعلمون، وهم وضعوا أنفسهم في أخطر موقف من المشركين والكافرين؛ حيث بفتاواهم المتهورة جعلوا أنفسهم شركاء مع الله في محاسبة عباده؛ وذلك الموقف يجعلهم أسوأ من الكافرين والمشركين؛ وحسابهم سيكون أكثر شدة وأكثر إيلاماً بما ارتكبوه من معصية وإثم عظيم؛ تجاوزوا كل الخطوط الحمراء التي وردت في آيات الذكر الحكيم؛ فكلمات الله وآياته لا تحتاج إلى مفتين؛ ولا إلى شيوخ الدين.
كلمات الله واضحة وصادقة
كلمات الله واضحة وصريحة مباشرة وصادقة لا لبس فيها ولا ألغاز؛ إلا من تلبسه الشيطان فغيب عقله وأعمى بصيرته؛ فتضخمت ذاته التي تجرأت على حق الله في حكمه على الناس، ومصادرة شريعة الله ومنهاجه ليضل الناس عن الطريق المستقيم.
الحرية المطلقة في الاختيار
ألم يقرأوا القرآن الذي بين لهم بأن الله سبحانه منح الحرية المطلقة للإنسان لاختيار عقيدته ودينه ومذهبه في قوله سبحانه مخاطباً رسوله عليه السلام ليبلغ الناس بلسانه: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) (الكهف: ٢٩).
لست عليهم بمسيطر
وقوله تعاله (لست عَلَيْهِم ِبمُصَيْطِرٍ) (الغاشية 22)، وقوله سبحانه مخاطبا رسوله الكريم (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس 99).
تعليمات من الله لرسوله تجاهلها المتطرفون
تلك تعليمات الله لرسوله الأمين فمن يا ترى منح من يسمون أنفسهم العلماء وشيوخ الدين من المتطرفين صفة الوكلاء عن الله؛ يحكمون على من يشاؤون كافراً ومشركاً؛ ويقررون نيابة عن الله من سيدخل الجنة ومن سيلقى في النار.
هؤلاء يضلون عن سبيل الله
فيا أيها المسلمون لا تسمعوا المفترين على الله ولا تتبعوهم فيضلوكم عن سبيله؛ فالله وحده سبحانه هو من سيحاسب عباده؛ ويقضي عليهم بحكمه بالعدل المطلق؛ ولا يظلم عنده أحد من عباده؛ فاتقوا الله وارجعوا إليه وإلى كتابه المبين؛ ولا تتبعوا المضلين والظالمين.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب