رؤى الشرفاء الحمادي في (معالجة الفرقة والخلاف الذي أضعف الأمة).. ولنا في الماضي التعيس لـ(داحس والغبراء) العبرة
صاحب الرؤية هو المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي - كل اثنين في موقع مجلة رؤى
المخلص
في رؤية اليوم طالب المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي أبناء الأمة العربية بأن يستعينوا في التعامل مع بعضهم البعض بمنهج الإسلام السمح الذي جاء في القرآن الكريم، فهذا المنهج يقرب القلوب ويوحد الصفوف ويزيل الخلاف ويدعم الاتحاد بين الحكومات والشعوب، ثم استشهد بقول الله عز وجل (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ). (سورة فُصلت 34). ويقول أيضا: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) (سورة المؤمنون)، وكذلك ذكرنا بقصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي والتي جاء في مطلعها البيتان التاليان:
إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما *** وَهَذي الضَجَّةُ الكُبرى عَلاما
وَفيمَ يَكيدُ بَعضُكُمُ لِبَعضٍ *** وَتُبدونَ العَداوَةَ وَالخِصاما
وهنا يوجه الكاتب إلى عدم السماح بنشر خطاب الكراهية والتطرف والخلاف لأن ذلك يشتت الأمة ويمنح الأعداء الفرصة للنيل منا، فالخلاف سم زعاف، ولن ينال منا أحد ونحن متحدون، ففي الاتحاد قوة وفي الخلاف فرقة وضعف.. وإلى النص الذي كتبة المفكر العربي وعالجه في رؤى اليوم.
في الاتحاد قوة
القرآن يدعونا إلى الاتحاد لنشكل قوة حقيقية ونعيش في سلام ومحبة ووئام، والله يقول (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا) (سورة الإسراء 53).
الحكمة والموعظة الحسنة
ويقول سبحانه وتعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِين) ( سورة هود 114)، ويقول تبارك وتعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) ( سورة الفرقان 63)، ويقول عز وجل مخاطبا رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (سورة النحل 125).
حتى لا نعود إلى الجاهلية الأولى
تلك هي الأخلاقيات الحميدة، والآداب الفاضلة التي أمرنا بها الله عز وجل فى التعامل مع كل الناس، فما بالكم مع الأشقاء؟!.. وهنا يجب أن نسأل: كيف يُسمح لبعض الإعلاميين، سواء أكان ذلك من خلال صفحات الجرائد، أو عبر شاشات الفضائيات بنشر الكراهية بين شعوب المنطقة؟!
إن الإصرار على استمرار مثل هذه السياسة الإعلامية ستكون آثارها مُدمرة على الدول العربية، مما يزيد فى تفرقها، وتشرذمها، والعودة بها إلى أيام الجاهلية الأولى قبل الإسلام، ليقاتل العرب بعضهم البعض.
الماضي التعيس
لذا أحذر من استدعاء هذا الماضي التعيس، الذي نشبت فيه حروب مستعرة مثل ( داحس والغبراء) و(البسوس).. ويؤسفني القول بأن هناك دولة عربية تتعجل عودة هذا الماضي بكل ما يحمله من مآس.
الإعلام الهادم وبث السموم
هل ما زال هؤلاء الإعلاميون لم يشبعوا من زرع السموم، ونشر البغضاء بين الشعب العربي؟! وهل من المنطق؛ أن تُوظف الأحداث الفردية بين أبناء الوطن العربي، والتي تحدث كل يوم، وفى كل مكان؛ لتتحول إلى نار مشتعلة تأكل الأخضر واليابس، وتفتح الأبواب للذئاب.
معايير أخلاقية
أتمنى وضع معايير أخلاقية، وأهداف وطنية، لكل العاملين فى مجال الإعلام، على أن تكون تلك المعايير والأخلاقيات؛ دستوراً صارماً لا يتجاوزه أيا ما كان حتى لا تُهدد أي مشكلة فردية الأمن القومي المصري.
كفانا تمزقا وقتالا
في النهاية أقول يكفينا تمزقاً وقتالاً، يكفينا دماءً سالت، وأرامل ترملت، وأطفالاً تشردت، ودولا سقطت، يكفينا من التفرقة ما سببته من صراعات تقدم نتائجها لعدو لا يرحم، ودولا لا تسأم من نهب ثروات الوطن العربي.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب
************
تعريف بالكاتب
شغل المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، منصب المدير الأسبق لديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية، ورئيس مؤسسة رسالة السلام العالمية، الكاتب لديه رؤية ومشروع استراتيجي لإعادة بناء النظام العربي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وينفذ مشروعا عربيا لنشر الفكر التنويري العقلاني وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام التي أدت إلى انتشار التطرف والإرهاب والعنف الذي يُمَارَس باِسم الدين، وقدم الكاتب للمكتبة العربية عدداً من المؤلفات التي تدور في معظمها حول أزمة الخطاب الديني وانعكاسه على الواقع العربي.