المتتبع لوضع العراق يجد أن التعليم في العراق بشقيه التربية والتعليم العالي يحتضر ونرى عن قرب كيف الانحدار نحو الاسفل سنوياً في مراتب النجاح والوعي الثقافي لدى الطلبة ففي التربية مثلاً، أثقلت العديد من الجوانب العملية التعليمية حتى بات العراق في المراتب المتدنية وهو حالياً خارج نطاق التصنيف الدولي للتعليم..
في منظوري الشخصي حسب تجربتي كناشط تربوي ومدني منذ عام 2006 إلى الان أستطيع أن أخلص الخلل في المنظومة التربوية في هذه النقاط :
1. كثرة القرارات الادارية أدت إلى عدم الااستقرار في منظومة التربية والتعليم.
2. كثرة الانظمة المطبقة والمجربة في مجال التربية والتعليم.. لقد اصبحت التربية مكان تجريبي للقرارات الغير مدروسة والتي أغلبها لا تتلاءم مع البيئة العراقية، لقد أدى هذا إلى فشل الطلبة في جميع المراحل.
3. عشوائية توزيع الكوادر التربوية ساهم في ضعف الرسالة التربوية مما شتت اذهان الكوادر بعدم الاستقرار.
4. عدم تعاون أولياء الأمور وإهمال دورهم وانقطاعهم وعدم وضع برنامج واضح لهذا الخلل مما أدى إلى أنقطاع التواصل مع المدرسة ولهذا الأمر تأثير سلبي بدون شكّ.
5. غياب الدعم للمعلم وعدم الاهتمام به من قبل الوزارة وتقزيم دوره في المجتمع افقده الحافز والمكانة التي يستحقها مما سبب أنخفاض في عطاءه.
6. عشوائية المناهج وعدم ملاءمتها للعقلية والقدرة والمستوى الفكري والنفسي للطالب ساهم في زيادة الفشل.
7. ضعف الرقابة وغياب التوجيه وضياع دور الثواب والعقاب أفقد الحافز في التنافس بين الكوادر التدريسية.
8. كثرة المحسوبية والتأثيرات ساهم في وضع العديد من الأشخاص في أماكن غير مناسبة لهم حتى سببوا إرباك وضعف في التفاعل بين المؤسسة والكوادر من جهة وبين الكوادر والطلبة من جهة أخرى.
9. ضعف الكوادر التي أنتجتها وزارة التعليم العالي في التخصصات المختلفة ساهم في التدني العلمي بين الطلبة ولجوء هذه الكوادر الى اساليب تزيد من تدني المستوى لسد العجز.
10. عدم وجود حافز يدفع عجلة التعليم الى الأمام سواء على صعيد الكوادر التربوية او الطلبة او المؤسسة بشكل عام.
11. قلة المدارس وكثرة اعداد الطلبة زاد من تفاقم أزمة التراجع في المستوى العلمي والتربوي وحتى الاخلاقي.
12. الإشراف التنظيري عالي المستوى في القرارات والتوجيهات البعيد عن الواقع ساهم في خلق فجوة كبيرة وإرباك اكبر وفشل اوسع في نجاح العملية التعلمية.
13. أغلب المسؤولين في الوزارات المتخصصة من مدير قسم فما فوق خاضعين للمحاصصة أولاً قبل الكفاءة.
هذا ما جادة به قريحتنا ومن المؤكد وجود عدد اكبر واكثر من هذه الهموم والاخطاء التي جلعت الكوادر التربوية تنظر الى العملية التعليمية على أنها فاشلة وغير منتجة وعمل روتيني فقط.. لقد أصبحت المدارس تُقدم تعليم غير سليم بدون تربية.