الأمريكان ينفذون فلسفة الكاوبوي والمجرمين ويتشدقون بحقوق الإنسان.. رؤية للشرفاء الحمادي
الكاتب باحث ومفكر، مهتم بالشأن العام، له العديد من المؤلفات والأبحاث المرموقة
الملخص
علق المفكر العربي الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، على زيارة وزير الخارجية الأمريكية للمملكة العربية السعودية في مطلع عام (2022) لمناقشة حقوق الإنسان بالسعودية قائلا حينها: عندما يموت الضمير ويقود الشيطان الإنسان إلى نار الجحيم، وتتحدث عن حقوق الإنسان، ومع ذلك يكون منهجك في الحياة الإثم والعدوان والقتل والإبادة والتدمير والتآمر، وتخفي وجهك القبيح عن الناس وتتحدث عن حقوق الإنسان، هذا هو نهج أمريكا تجاه شعوب العالم، فهؤلاء ينطبق عليهم القول (إذا لَمْ تَسْتَحِ فافْعَلْ ما شِئْتَ). ثم كتب الشرفاء الحمادي (مقالا مفصلاً) وضح فيه أفعال أمريكا تجاه دول العالم بما فيها الدول العربية، إذ قال إنها دمرت الأوطان وأبادت الشعوب، وقضت على السكان الأصليين للبلاد من الهنود الحمر، وألقت القنبلة الذرية على الشعب الياباني وحاربت فيتنام، ودمرت العراق وبعض الدول العربية، ولا يزال مسلسلها الإجرامي مستمرا في العالم، واختتم الكاتب مقاله قائلا: إنهم لا يقلون عن إجرام (داعش)، وينفذون فلسفة الكاوبوي والمجرمين، ويهينون الإنسانية، ومع ذلك يتشدقون بحقوق الإنسان، وإلى تفاصيل المقال كاملا.
- اقرأ أيضا: العبادة بين (الشعائر والتعامل).. رسائل تنويرية أسبوعية يكتبها محمد فتحي الشريف.. الحلقة الأولى
التفاصيل
العدالة الأمريكية والإبادة
الحكومة الأمريكية الجديدة قررت نشر الديمقراطية في العالم، ولم تحدد معالم الديمقراطية وأهدافها وقيمها ومبادئها، وأين حقوق الإنسان منها وحقوق الشعوب لاختيار أنظمتها؟ أين العدالة من الديمقراطية الأمريكية؟! تاريخ العصابات فيها بدأ بذبح سكانها الأصليين من الهنود الحمر وأبادوهم تقريبًا، وماذا فعلوا بالزنوج الذين خطفوهم من بين أسرهم في إفريقيا.
ديمقراطية أمريكا.. (هيروشيما ونجازاكي)
ما موقف الديمقراطية وحقوق الإنسان من إلقاء القنبلة الذرية على الشعب الياباني في كل من هيروشيما ونجازاكي؟، ما مفهوم العدالة في الديمقراطية الأمريكية التي شنت حربًا ظالمة على الشعب الفيتنامي وقتلت عشرات الآلاف من أبنائه؟.
مصانع السلاح والبطالة
ولما تم سؤال ليندون جونسون الرئيس الأمريكي آنذاك: هل بينكم وبين فيتنام صراع مصالح أو يشكلون خطورة على أمن الحكومة الأمريكية؟ فكانت الإجابة أقبح من الفعل، أن السبب كان الخوف من غلق مصانع السلاح في أمريكا وازدياد البطالة.
الأمريكان وحقوق الإنسان
تلك ديمقراطية أمريكا تشن حربًا عبثية مجنونة أكلت الأخضر واليابس لمصلحة تصنيع السلاح الأمريكي، خوفًا من أن يتم إقفالها دون احترام لحقوق الإنسان.
إسقاط الأنظمة.. و(سي آي إيه)
إذًا.. أين حقوق الإنسان عندما تتولى (سي آي إيه) إسقاط أنظمة الحكم في الكثير من دول العالم، وتعريضها لحروب أهلية وفوضى كما حدث في ليبيا وتونس، ومحاولتهم الخائبة في مصر التي فشلت؟
غزو العراق وانتهاك حقوق شعبه
فبأي حق قامت بغزو العراق واستباحت أرضه وإعدام قائده؟! لترسل رسالة للقادة العرب، من لم يسر في ركابنا فسيكون هذا مصيره.
سرقة الآثار وتدمير المدن
أين حقوق الإنسان وما قام به الجيش الأمريكي في العراق من قتل الآلاف، وعمليات التعذيب التي قاموا بها انتقامًا من الشعب العراقي وسرقة آثاره وتدمير مدنه، والجرائم التي ارتكبوها في الآمنين نهبًا وقتلًا وتشريدًا؟، كيف تعاملت الديمقراطية الأمريكية مع الأسرى في (جوانتانامو)؟ حولوهم إلى حيوانات وأفقدوهم الشعور بالإنسانية.
أمريكا وإهانة الإنسانية
كيف استخدموا أبشع وسائل التعذيب في أبناء العراق في سجن أبو غريب.. من إهانة للإنسانية واستباحة حق الحياة للمواطن العراقي؟
تطابق بين جرائم أمريكا وداعش
إن الغطاء الذي تحاول أن تخفي تحته جرائمها ضد الإنسانية وحقوق الإنسان، وما ارتكبته من قسوة وجرائم ضد الشعوب العربية ومواقفها المستمرة لحماية الذي يقوم بالاستيلاء على الأراضي العربية، والتأكيد المستمر بأنها تحمي كل تصرفات المغتصبين، ألا يعطي هذا الموقف دلالة على أن الأمريكان لا يقلون عن ممارسة نفس الجرائم التي تقوم بها داعش، وتسخر كل فرق الإجرام، للتدمير ونشر الفتن والفوضى في الوطن العربي ليسهل عليهم نهب ثرواته واستباحة حقوق شعوبه واحتلال أراضيه؟
الديمقراطية الأمريكية الاستبدادية
فأي ديمقراطية تريد الإدارة الأمريكية الجديدة أن تنشرها في العالم؟ ديمقراطية الاستبداد وتعريض كل من يخالفها للعقوبات الاقتصادية، أم محاولات إسقاط النظم المستقرة كما حدث في فنزويلا؟ كم أعداد الأبرياء الذين سقطوا تحت قنابل الأمريكان الفتاكة.. وكم شردت ملايين الأسر؟
أمريكا والتعامل الدولي البغيض
ثم تتحدث عن حقوق الإنسان، إن الدولة الوحيدة في العالم التي لا يحق لها التحدث عن حقوق الإنسان هي الولايات المتحدة الأمريكية التي تتعامل مع دول العالم كأنها عبيد وخدم، عليها السمع والطاعة.
الكاوبوي الأمريكي نموذج الإجرام والفوضى
فلسفة الكاوبوي والمجرمين تنفذها أمريكا تحت غطاء الديمقراطية وحقوق الإنسان، حتى في نقضهم العهود مع حلفائهم، ماذا فعلوا في حليفهم الأوحد في الشرق الأوسط شاه إيران؟ حتى حينما احتاج إلى العلاج في أمريكا رفضوا السماح له.
وكم نقضوا عهودهم مع حلفائهم، وكم هددوا حلفاءهم من بعض الدول العربية باستباحة ثرواتهم بالتهديد والوعيد.. دولة عصابات، كيف تسمح دول العالم باحترامها والتعامل معها وهي تمثل الغدر وعدم الوفاء والإخلال باحترام الاتفاقيات.
أمريكا وتدمير العرب
ماذا تتوقع الدول العربية من دولة دمرت بعض الدول العربية وجعلت مدنها أنقاضًا وخرابًا؟
ألا تخشى الدول العربية التي تتقرب لأمريكا بأن تغدر بها يومًا، كما سبق أن غدرت بأشقائها وحرضت على الفوضى لإسقاط النظام فيها؟
التاريخ يشهد على جرائم الأمريكان
إن التاريخ شاهد على جرائم أمريكا ومؤسساتها الأمنية وهي تخطط ليل نهار للانقضاض على دولة معينة، أو إثارة القلاقل فيها والفوضى باسم حقوق الإنسان.
فقد البصر والبصيرة
وكأن شعوب العالم فقدت البصر والبصيرة ولم تكتشف ما قامت به حكومات الولايات الأمريكية المتعاقبة من جرائم ضد حقوق الإنسان، سيظل كل الضحايا الذين سقطوا تحت طغيان الأمريكان وجبروتهم، يسمعون أصوات صراخهم يطال عنان السماء وكأنه يخاطبهم بأن الله لن يغفر لهم ما ارتكبوه من الجرائم ضد الإنسانية، وسيصيبهم عقابه كما أصاب أممًا قبلهم سادت ثم بادت وتوارت بما ظلموا ويحذرهم سبحانه بقوله (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا) (59: الكهف).
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب