هادي جلو مرعي يكتب.. عراقية في المهجر الغربة تتحول الى رغبة في النجاح
الذين إضطرتهم الحياة ليهاجروا في أرض الله الواسعة ليس بوسعهم نفي وجود الفرصة لأن سبب الهجرة غالبا مايكون غياب الفرص في الوطن الأم وهناك بلدان تتوفر فيها الفرص وأخرى تتوفر على عوامل تساعد على النجاح والإبتكار فالطبيب الذي ينجح في أستراليا ويفشل في العراق مع إنه هنا وهناك يتعامل مع مريض وإذن فسبب النجاح في أستراليا هو الفرص المتاحة والبنية التحتية وهناك مايسمى الفرصة الآمنة التي لاتكون في البلد الأصل وتحيطها تهديدات مختلفة سياسية وإقتصادية وأمنية وهناك المجتمع الذي يسمح بالتفاعل والإبداع حيث تكون مساحة العمل متسعة وواضحة وكل مايحيط بالعمل يكون ملائما أيضا فلايعود من سبب للفشل والتراجع بل لاعذر للمهاجر في حال الفشل وعليه أن يؤسس لنجاح وتفوق وحضور ويحظى بإحترام وثقة الناس والمؤسسات في بلد المهجر.
- اقرأ أيضا: نصير العوام يكتب.. العراق بين الاتفاق السياسي “الكونكريتي” والمقاطعات الفوضوية
تهاني جبار عراقية تقيم في أستراليا مرشحة في الإنتخابات البلدية المقبلة وهي تقطن مدينة ليفربول ولديها قدرات في العمل والإدارة بعد أن ترعرعت ودرست في مدينة البصرة جنوب العراق وحصلت على البكلوريوس من كلية التربية قسم علوم الحياة وقد نشأت في بيئة تحترم العادات والتقاليد الأسرية وبالرغم من العيش في بلد غربة لكنها نجحت مع التأقلم والإندماج والنشاط المستمر والشجاعة في تحقيق الذات والإمكانات حيث حققت حضورا لافتا في أوساط الجالية العراقية والعربية وهناك تقاليد وإرث حضاري تماهى لديها في البيئة الجديدة التي تمكنت من تحويلها الى مساحة من الإبداع والعطاء والتفاني والإستمرار في بذل الجهد وعدم الركون الى اليأس، وبرغم محافظتها على تقاليد وموروثات الوطن لكنها تفننت في خلق الفرص والظروف الداعمة لتحقيق النجاح حتى أصبحت مرشحة للإنتخابات المقبلة.
تقول تهاني في حوار معها عبر إذاعةًمحلية :
بدأت من أول لحظة فهمت فيها الحياة، وأدركت أهمية أن يكون للإنسان هدف وغاية، وهذا بدأ معي في المرحلة الاعدادية ، حينها قررت أن أدرس كل شيء يتعلق بالإنسان والمجتمع، ربما لأنني إجتماعية في طبعي وغالبا ما أحب أن اكون مع الناس وبين الناس، فالبداية كانت من هناك، وتشير الى أهمية دور الأسرة :
والدي من الوجهاء وعلية القوم ، فقد فتحت عيني على ديوان ومضيف ، وعلى المسارعة في قضاء حاجات الناس ورفع الظلم عنهم ومساعدتهم، سواء بالعراق أو هنا في استراليا ، والدي لديه ( ديوان ) يساهم في مساعدة الاخرين ، ويرفض التمييز سواء كان الآخر عراقيا أو عربيا أو أستراليا.. الإنسانية فوق كل شيء..ولهذا تأثرت بهذه الأدبيات الهامة التي ساهمت في دعم حضوري وميزنتي عن آخرين في الميدان كما إن العمل الإنساني ومساعدة الآخرين فيوفر طاقة إيجابية تساعد في الإستمرار. وأنا إنسانة مفعمة بالأمل على قاعدة ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.. وأنا أجد نفسي في هذه النشاطات، هي جزء مهم من حياتي، وأستطيع القول : إنها كل حياتي ، هذه الفعاليات هي التي تجعلني في تواصل مع الناس وتقترب اكثر من همومهم وتعرف متطلباتهم وحاجاتهم، خاصة الاطفال، وتجدني بين الاطفال أكثر من الفئات العمرية الأخرى. ولذلك لابد من الثقة بالنفس ، التواضع، الاصرار على النجاح، قليل من الكلام ، كثير من الاستماع والفعل. هذا مايميزني ومصرة عليه بالفعل وقد نجحت في تكوين قاعدة جماهيرية في ليفربول المدينة التي أقطن فيها وحققت تواصلا مع مئات الأسر العربية والعراقية وأطمح للمزيد حيث نجحت في التفاعل مع المجتمع الأسترالي وهدفي أن أكون نافعة هنا دون أن أنسى العراق.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب