زاهدة العسافي تكتب.. دقائق مع المرور
لا يمر يوم واحد في العراق الاّ حوادث المرور تحصد الارواح نتيجة التهور في السرعة وعدم الانتباه وتجاوز القوانين بالاستخدام المفرط لاجهزة النقال” الموبايل” بكل اريحية والسرعة الفائقة في السير لان اكثر شوارع العراق خالية من مفارز المرور التي ان وقفت .. تبحث عن السنوية واوراق السيارة وغيرها من الامور الادارية التي لا تمت بصلة الى موضوع تنظيم السير ورقابتها على ضبط الشارع وحياة المواطنين وسلامة ارواحهم من الحوادث المؤلمة هذه ، كل الفوضى الموجود بالشارع والاّ ما يدفعك الى التعجب والسؤال هل رأيت حوادث انقلاب داخل المدن وموت سائقها ، كم تقدر هذه السرعة؟؟
اقرأ أيضا: هادي جلو مرعي يكتب.. هل تجاوز العراق أزمة الغذاء العالمية
هل الاحصائيات اليومية التي تذهب الى مدير شرطة كل محافظة بشكل يومي تمر عليه مرور الكرام ، هل اصبح الموت شيئاً مألوفا عندنا دون استنفار .. دون تقدم خطوة في الاجراءات الاحترازية ، دون تتبع السيارات التي تسير بسرعة فائقة والذين قطعا يحملون اجازات سوق اخذت بالواسطة والخاوة .. حتى العقوبات في المحاكم جداً مخففة كلها ان لم اكن متأكدة” الحبس سنة مع ايقاف التنفيذ” نتيجة تنازل المشتكي وعلى اساس هي من جرائم الخطأ .. وما ذنب الضحايا الذين يخسرون حياتهم نتيجة استهتار السائق واهمال جهات اتخاذ القرار وضبط المرور في الشارع؟؟ط
هل رأي اي عراقي في طريق خارجي كل حياته مفرزة مرور تتبع سائق يسوق بسرعة جنونية ويعيش حالة سباق ؟
الحياة كل حياة دون نظام وتنظيم مفسدة ..
كل الاجراءات المعقدة في دوائر المرور مع المواطن يقابله اهمال شديد لمتابعة السير وضبط الدراجات النارية التي تربك السير وتتسبب في حوادث كثيرة واهمال سواق المركبات الكبيرة التي تزاحة الصغيرة منها وفي كل الدول هنالك طريق خاص للمركبات هذه ..
اتمنى ان يكون رجل المرور بمستوى المسؤولية واداء اي واجب او وظيفة انعكاس لشخصية الانسان ونضجه وخوفه من الله .
في دول سافرنا اليها براً شاهدنا كيف في عمق الصحراء حضرت الينا مفرزة وسجلت غرامة قصمت ظهر السائق المخالف واعادته الى رشده بالالتزام بقوانين المرور وفي دول اخرى كانت الكاميرات قد سجلت المخالفة ولدى الوصول الى نقطة السيطرة دفع ما اشتغل عدة سنوات هذا السائق تأديباً له لمخالفته الانظمة والقوانين وعدم احترام حياة البشر .
البارحة اثار اهتمامي في احد شوارع اسطنبول حضرت مفارز مرور مع رافعات ضخمة بدت برفع كل السيارات المتوقفة على جانبي الطريق وكانت تصورها عند رفعها لتقديم هذه الصور كدليل الى المحكمة الى بقية الاجراءات الرادعة الاخرى وشعرت بوجود دولة ونظام وكل موظف يقوم بما اوكل اليه الاّ نحن الذين نقدم المليارات من الرواتب لاناس يمتلكون كل الهشاشة والتهلهل في اداء الواجب.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب