إشتيوي الجدي يكتب.. نعم لتكريم القامة الشعرية والهامة الأدبية عمر رمضان
نظمت جمعية المتكأ للدراسات الإستراتيجية والمستقبلية بمدينة بني وليد الليبية إحتفالية تكريم للشاعر والكاتب الأديب المؤدب عمر رمضان يوم السبت 29 ناصر(يوليو) 2023. وإن كان تكريماً رمزياً إلا أن قيمته أنه جاء من نخبة أكاديمية منصفة تقدر الابداع والمساهمات الخلاقة وتثمن الحرف الهادف حق التثمين.
إن في تكريم الشاعر والكاتب الأديب المؤدب عمر رمضان، في مسقط رأسه بني وليد، ما يكرّس احساساً مهماً بالاحتفاء بالمميزين والمبدعين الليبيين ودورهم محلياً ووطنياً وعربياً ودولياً. فعمر رمضان شاعر وكاتب وروائي وقاص واديب مميز، له اعمال كثيرة تنحاز جميعها إلى وطنه وشعبه وامته شعراً وسرداً وخواطر وسيَراً وتاريخاً.
إلا أننا نرى أن التكريم المعنوي وحده لا يكفي، فلابد ان تتبعه استحقاقات مهمة أخرى، وبالأخص في حالة الشيخ السبعيني عمر رمضان الذي للأسف اقعده المرض منذ سنوات، في ظلّ إهمال وتقاعس من الحكومات المتصارعة، وهو يلوذ بالصمت، لم نسمعه يشكي أو يبكي حاله كما يفعل اخرون أقل منه استحقاقًا وأثراً.
نَعم للتّكريم المعنوي، لكنّه لا يكفي، لوحده، فهذا الشيخ السبعيني عمر رمضان، في أمس الحاجة للعلاج والراحة النفسية ليتمكن من الاستمرار في العطاء. والتكريم لا يتجزأ، فلا يكفي تقديم شهادة ورقية، لا تسمن ولا تغني من جوع و لا عطش، بينما المكرّم يبقى على صورته المؤلمة من حيث إهمال وتقاعس وتقصير مؤسسات الدولة المختصة في تأمين حياة كريمة له بعد سنوات العطاء الطويلة.
عمر رمضان، قامة شعرية وأدبية باسقة، لا تثنيه عقبات، ولا توقفه العثرات، وإنّما يمضي قدمًا يرسم بالحرف الوهاج والفكر الوقّاد رحاب الشعر والأدب والثقافة. وأمثال هذا الطود الشامخ في دول أخرى ينعمون بكامل الإستقرار والرفاهية، ويشار إليهم بالبنان. اما ليبيا فللأسف منذ فبراير الأسود 2011 البسها بعض ابنائها الاثمال البالية وغاصت في حزن عميق.
مع ذلك ورغم شدة وطأة الطغيان والتعسف والاستبداد الميليشياوي، يأبى عمر رمضان وهو الشيخ السبعيني إلا أن يضرب لنا مثلاً حياً في حب الوطن. فهو رغم محاولات الثني والاحباط لكنه راسخ وثابت على المبدأ. لا يهدأ، ولا يكلّ، ولا يملّ العمل النضالي في المجال الأدبي والإعلامي.
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام.. أخال أن هذا لسان حاله على أمل أن تتعافى ليبيا وتتألق من جديد.
فسلام للشيخ السبعيني عمر رمضان الذي صمد أمام أشد المعاناة خلال مسيرته الحياتية والإبداعية.
وهنيئًا لوادي بني وليد عطاءه السخي وقد أنجب هذا الطود الشامخ الذي لم يتوان ولن يتوان عن مد جذوره اعمق واعمق في اعماق ليبيا الوطن.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب