بثلاثي الفعاليات والرياضة والسياحة.. السعودية منصة عالمية للترفية
12 مليون زائر لموسم الرياض منهم أكثر من مليون سائح من خارج المملكة
اختيار المملكة لاستضافة مونديال 2034 أعقب سلسلة من الاستحواذات الرياضية الرفيعة
10 % نسبة مساهمة السياحة في الناتج المحلي و100 مليون زائر بحلول العام 2030
منذ إطلاق رؤية 2030 والهيئة العامة للترفيه في عام 2016، شهدت المملكة العربية السعودية تحولات هائلة في مجال صناعة الترفيه، حيث افتتحت صالات السينما أبوابها مجددًا، وظهرت ملاهٍ وحدائق ترفيهية جديدة، وتم تنظيم مهرجانات فنية وثقافية رائعة في مختلف أرجاء المملكة، ما فتح أبوابًا واسعة للفرص الكبيرة في صناعة الترفيه، للشركات الكبيرة والناشئة لتحقيق النمو والنجاح.
ومع الإنجازات الكبيرة التي حققتها برامج وخطط هيئة الترفيه في كافة الميادين، برعاية ومتابعة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، نجحت الهيئة خلال فترة وجيزة في تأسيس منظومة متكاملة وداعمة للترفيه قادرة على تحقيق الأهداف الموضوعة بدقّة والوصول بعدد الزوار إلى أكثر من 120 مليون زائر وغيرها من الإنجازات العظيمة التي باتت واقعاً ملموساً بعدما كانت أملاً نسعى لتحقيقه. ويقدر حجم سوق الترفيه والتسلية في المملكة بـ 2.31 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 3.80 مليار دولار بحلول 2028، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 10.44 في المئة.
وأسهمت هذه الطفرة، في تحسين جودة حياة المواطنين والمقيمين، وجذب الزوار والسياح من مختلف دول العالم، من خلال توفير خيارات ترفيهية نوعية وشاملة تثري تجربة الأفراد، وترسم البهجة، وتتماشى مع المعايير العالمية، وتلائم كل شرائح المجتمع، وتناسب مستويات الدخل المختلفة، إضافة إلى شمولها جميع مناطق المملكة.
وما ساهم في تحويل المملكة إلى منصة عالمية للترفيه تجذب الزوار إليها من مختلف أنحاء العالم، ثلاث ركائز مهمة تتمثل في تنظيم الفعاليات الضخمة ذات المستوى العالمي، إضافة إلى الرياضة والسياحة بكل أنواعها.
الفعاليات الترفيهية
غني عن القول، إن الفعاليات الضخمة، وبشكل خاص موسم الرياض، التي تنظمها الهيئة العامة للترفيه تحت قيادة معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة المستشار تركي آل الشيخ، تمثل الركيزة الأساسية لقطاع الترفيه في المملكة، نظراً لتنوعها وغناها وجاذبيتها، فقد رخصت الهيئة خلال النصف الأول من العام الحالي 2023 فقط، لنحو 2736 فعالية، منها 898 فعالية ترفيهية، وأكثر من 602 عرض ترفيهي، كما شهدت المطاعم والمقاهي أيضا نحو 896 عرضًا بمختلف المدن والمحافظات، ما أسهم في زيادة التراخيص بنسبة تتجاوز 35% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي 2022.
وشكل موسم الرياض في نسخته الرابعة مثالاً على التقدم المستمر في قطاع الترفيه، حيث أطلق في حفل استثنائي ومبهر نظمته أكبر وأفضل الشركات العالمية بشعار وهوية ابتكارية برؤية مستدامة، وقد شهد الموسم إقبالاً واسعاً في مشاركات القطاع الخاص، كما سجل عدد كبير من الرعايات، وصولاً إلى تحقيق نسب عالية من العوائد قبل انطلاقة فعالياته قدرها المستشار تركي آل الشيخ بأكثر من 40 في المئة، وقال: “نتوقع من 10 إلى 12 مليون زائر في هذا العام، ونستهدف أكثر من مليون سائح من خارج المملكة”.
ولا شك أن موسم الرياض يعكس اتجاه المملكة نحو الاستدامة الترفيهية، من خلال بناء مدن ترفيهية مستدامة، وبوليفارد سيتي، وفيا رياض، وتدشين ثلاث مناطق مجانية تناسب مختلف فئات المجتمع، إضافة إلى استحداث مناطق وتجارب مخصصة للفعاليات والألعاب العالمية، من أبرزها منطقة بوليفارد هول التي بنت خلال 60 يوماً، بسعة تصل لأكثر من 40 ألف زائر، في مساحة تزيد عن 200 ألف متر مربع. كما يرسم الموسم خططًا مستقبلية تواكب التطورات التي يشهدها العالم، في ظل استضافته لقلعة ديزني، وعالم كوكو ميلون، وعالم باربي، ومسابقة البحث عن الكنز، وعالم WWE، وتنظيم أكبر حفل توزيع جوائز في الشرق الأوسط، إضافة إلى بطولة كأس العالم للبادل، وأبطال التنس العالميين.
الرياضة
باتت السعودية لاعباً محورياً في مختلف الرياضات، بمتابعة سمو وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي آل سعود، بعدما أصبح اهتمامها بها واضحاً خلال السنوات الأخيرة، مع استقطابها رياضيين عالميين بارزين وزياة استثماراتها في استضافة ودعم أبرز الأحداث الرياضية العالمية. وقد تجلى ذلك في عقد صفقات ضخمة في رياضات مختلفة بينها كرة القدم ورياضة الغولف ورياضة السيارات وغيرها، الأمر الذي زاد من فضول دول العالم حيالها، بالتوازي مع محاولة المملكة، جذب السياح والاستثمار في القطاعات غير النفطية.
وما زاد فضول الدول، صعود المملكة الصاروخي لتعزيز مكانتها العالمية كلاعب أساسي في الرياضة، حيث اختيرت منذ أسابيع قليلة لاستضافة كأس العالم في كرة القدم لعام 2034، باعتبارها المرشحة الوحيدة، في نجاح كبير أعقب سلسلة من عمليات الاستحواذ الرياضية رفيعة المستوى.
كما اختيرت أيضاً لتستضيف كأس العالم للأندية في نهاية ديسمبر المقبل في جدّة، إضافة إلى كأس آسيا 2027، كما تسعى لاستضافة كأس آسيا للسيدات في عام 2026.
وفي الموازاة اختيرت، رغم أن أغلب أراضيها صحراوية وتصل درجات الحرارة في الصيف إلى فوق 50 درجة مئوية، لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية للعام 2029 على أراضيها في مدينة نيوم المستقبلية العملاقة وبالتحديد في مشروع تروجينا الجبلية. وبعدها بخمس سنوات، تستضيف الرياض في 2034 دورة الألعاب الآسيوية.
كرة القدم
تعتبر كرة القدم، الرياضة الأكثر شعبية على مستوى العالم والأعلى جماهيرية في السعودية، وانطلاقاً من هذا الواقع أولت القيادة الرشيدة – حفظها الله – هذه الرياضة اهتمامًا خاصًّا نابعًا من حرصها على الارتقاء بكل ما يشغل المواطنين، وهذا الاهتمام تمت ترجمته في رؤية 2030 التي أكدت “أن الدولة ستشجع الرياضات بأنواعها من أجل تحقيق التميز الرياضي على الصعيدين المحلي والعالمي، والوصول إلى مراتب عالمية متقدمة”.
الأندية السعودية
تخطت القيمة السوقية للدوري السعودي مستوى المليار دولار، ليعتبر ضمن قائمة أعلى 10 دوريات قيمة في العالم. وقد شهدت الأندية السعودية، المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة، موجة شراء غير عادية هذا العام، بدءاً بتعاقد النصر مع النجم البرتغالي، كريستيانو رونالدو، في يناير الماضي لمدة عامين ونصف مقابل 400 مليون يورو، وهذا التعاقد فتح الأبواب على مصراعيها، مع انضمام كريم بنزيمة، صاحب الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم عام 2022، إلى اتحاد جدة، ورحيل النجم البرازيلي نيمار من باريس سان جرمان الفرنسي إلى الهلال، كما شق مجموعة من النجوم الآخرين طريقهم نحو الدوري السعودي.
وقد سبق ذلك، إقدام كونسورتيوم مدعوم من المملكة على شراء نادي نيوكاسل الإنجليزي، في خطوة أثارت احتفالات صاخبة لجمهوره وصلت حد رفع بعضهم علم السعودية أمام ستاد سانت جيمس بارك في شمال شرق إنجلترا.
رياضة المحركات
تلقى رياضة المحركات، التي تمتد جذورها لسنوات طويلة مضت، قبولًا جماهيريًا كبيرًا في المملكة التي تستضيف وتنظم مجموعة من سباقات السيارات أبرزها جولة من بطولة العالم للفورمولا واحد، ورالي داكار وغيرهما.
- جائزة السعودية الكبرى، هي سباق فورمولا 1 أقيم لأول مرة في 2021 في جدة، وهو رابع سباق ليلي كامل على تقويم الفورمولا 1 بعد سباقات سنغافورة والبحرين وقطر، كما أنها واحدة من أربع جوائز كبرى تقام في منطقة الخليج هذا العام.
- سباق اكستريم اي، هو سباق الإثارة بكل بساطة، حيث تتنافس سيارات دفع رباعي كهربائية بالكامل في الأوف رود، واستضافة المملكة هذا السباق للمرة الأولى، على مدى يومين في صحراء تعبق بالتاريخ والتراث وتحديداً في وادي رام الخيالي، حيث استمتع المشاهدون بإمكانات السيارات الكهربائية وقوتها في بيئة قاسية.
- رالي داكار، هو السباق الأكثر تحدياً في العالم وتستضيفه المملكة هذه السنة للمرة الرابعة ويمثل مغامرة جديدة حيث يبرز الطبيعة الخاصة للمملكة وتفردها عن غيرها من المناطق حول العالم بصحاريها وواحاتها وجبالها وسهولها وشواطئها، كعامل جذبٍ أساسي وكميزةٍ فريدة لمحبي رياضة المحركات وعشاق المغامرة والترحال.
السياحة
تمثل السياحة في المملكة، أحد القطاعات الناشئة ذات النمو السريع، حيث تمثل أحد المحاور المهمة لرؤية 2030، فإضافة إلى الموروث التاريخي والتراثي والتنوع الطبيعي والثقافي، تعد أرض المملكة مهد الدين الإسلامي ما يجعلها محل جذب سياحي، حيث يقصد الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ملايين المسلمين لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة، وقد جاءت المملكة أول الوجهات العربية تفضيلاً للسياح المسلمين ورابعها عالميًا ضمن قائمة الوجهات العشر الأولى الأكثر زيارة من قبل السياح المسلمين، من بين 130 بلدًا بحسب تقرير المؤشر العالمي للسياحة الإسلامية.
ويمضي قطاع السياحة في السعودية بخطوات ثابتة وفقاً لمستهدفات الحكومة التي تخطط لرفع نسبة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي، من خلال جذب الاستثمارات الداخلية والخارجية.
وبالأرقام، بلغت نسبة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي 4 في المئة بنهاية العام الماضي 2022 (مقارنة بنحو 3 % في 2019)، فيما تستهدف المملكة رفع النسبة إلى 10 في المئة بحلول العام 2030، كما تستهدف رفع مساهمة القطاع لضخ 70 إلى 80 مليار دولار في الاقتصاد بحلول العام 2030.
وقد شهد العام الماضي تحقيق أرقام إيجابية بشكل كبير، لجهة جذب ما يصل إلى 29.5 مليون زيارة خارجية، حيث أنفق السياح الدوليين أكثر من 27 مليار ريال في الأشهر الستة الأولى من 2022 فقط، فيما المستهدف حتى 2030 هو الوصول إلى 100 مليون زيارة (55 مليون سائح خارجي، و45 مليون سائح داخلي)، كما حقق القطاع الفندقي منجزات مهمة، حيث يتوقع أن يصل عدد الغرف الفندقية إلى 191 ألف غرفة بحلول 2025، وإلى 403 آلاف غرفة مقارنة بـ 128 ألف غرفة حالياً، بحلول 2030 (بزيادة 215 %) ما بين الفنادق من خمس نجوم وأقل، وكذلك الشقق الفندقية. وإضافة إلى ذلك أصدرت المملكة آلاف التراخيص في السنوات الأخيرة، ليصبح عدد رخص الاستثمار السياحي أكثر من 3500 رخصة.
وما يسهم في ارتفاع هذه الأرقام التنوع الكبير في المعروض السياحي، الذي يتضمن وجهات سياحية عدة مثل المدن الكبيرة، والمناطق الساحلية، والوجهات الجبلية، إضافة إلى أن الوصول إلى المملكة أصبح أكثر سهولة وسلاسة وأماناً، مع توفر عدد من التأشيرات التي تتيح جميعها أداء العمرة والزيارة والتجول في جميع أنحاء المملكة، وهي تأشيرة العمرة، وتأشيرة السياحة، وتأشيرة المرور، وتأشيرة الأهل والأصدقاء، مع تمكين مواطني 59 دولة من إصدار التأشيرة الإلكترونية أو عند الوصول، إضافة إل المقيمين في الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي، وحاملي تأشيرات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والشنغن، والمقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي، ما أسهم في زيادة الزيارات والإنفاق في المملكة.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب