اهم الاخباررؤى الشرفاء الحمادي

رؤى الشرفاء الحمادي في (المطلوب في الجمهورية الجديدة لتكون جمهورية السلام)

صاحب الرؤية هو المفكر الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي – تأتيكم كل يوم (إثنين) حصريا في بوابة (مجلة رؤى)- تابعونا

الملخص

يؤكد الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي على أمر غاية في الأهمية يليق بالجمهورية الجديدة وهو استبدال الخطاب الديني الحالي بكل كوارثه بالخطاب الإلهي ليكون المرجع الوحيد والأساسي لكل التشريعات، وعلى كل أصحاب الاجتهاد والفكر والثقافة استنباط كافة التشريعات من نص واحد وهو النص المقدس القرآن الكريم دون غيره حتى تكون تلك الجمهورية هي جمهورية السلام، تلك ملخص وإليكم تفاصيل رؤية الكاتب.

التفاصيل

أحسن الحديث وأصدق القول

يقول الأستاذ علي الشرفاء الحمادي إن الخطاب الديني الذي يليق بالجمهورية الجديدة هو استبداله بالخطاب الإلهي، ليكون مرجعا لكل التشريعات واجتهاد المفكرين والمثقفين والمشرعين باستنباط كافة التشريعات من نصوص القرآن الكريم، وهكذا يتم إلغاء كل الروايات والإسرائيليات التي تسببت في خراب الديار، والتحريض على قتل الأبرياء، وتوحش الإنسان، واستفحال الظلم والعدوان، وتمزيق العرب وبذر الشقاق بينهم والخصام أدى إلى التخلف والفرقة والصدام وغياب السلام ليحل مكان الخطاب الإلهي الذي يدعو الناس للرحمة والعدل والإحسان والسلام، وحرية الاعتقاد للإنسان، والتعاون على البر لمصلحة الإنسان وتحقيق الأمن والاستقرار، وإلغاء نظام الكهنة الذي يسمى شيوخ الدين الذين احتكروا تفسير القرآن ومقاصد الآيات لغير مراد الله للشر والتحريض على العدوان وتوقيفهم عن نشر السموم وخطاب الكراهية، ونشر الفتن بين الناس، وخلق الالتباس عند الناس في فهم الإسلام الصحيح، الذي أنزله الله على رسوله في القرآن والذي شهد الرسول عليه السلام بأنه (أحسن الحديث وأصدق الحديث وأصدق القول).

فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ

ألم يقرؤوا قول الله الصاعق والمستنكر للأحاديث الذي خاطب به رسوله عليه السلام لينذر المسلمين عن اتباع الأحاديث إلا حديث الله في الذكر الحكيم في قوله سبحانه (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) (الجاثية :6) فالله سبحانه يدعوهم إلى الاعتصام بكتاب الله وحده حتى لا يتفرقوا شيعا وأحزابا وهو يأمر المسلمين بقوله (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) (آل عمران): 10

طريق الباطل

فلا حاجة للمسلم إلى روايات أقل مصداقية من آيات القرآن، تثير الفرقة وتستدرج الناس إلى طريق الباطل، فيخسرون في حياتهم ويعيشون حياة الضنك والبؤس ويعانون يوم الحساب من الخسران المبين فلا ينتظر يا سيادة الرئيس خير أو موقف جاد ومخلص ومتجرد في سبيل الله والحق من المؤسسات الدينية، فهم كما وصفهم الله لرسوله عليه السلام بقوله سبحانه: (وَمَا يَسْتَوِى ٱلْأَحْيَآءُ وَلَا ٱلْأَمْوَٰتُ  إِنَّ ٱللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَآءُ وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى ٱلْقُبُورِ) (فاطر: 22)، .

فتاوى تمزق الأسر وتهدم البيوت

نظرا لعدم إيمانهم بأن القرآن هو المرجعية الوحيدة لدين الإسلام، واتخذوا الروايات المفتريات على الرسول أساسا لدين الإسلام، واستنباط الأحكام من الروايات على حساب الآيات وهو مما خلق خللاً خطيرا في المجتمعات الإسلامية وحوروا الخطاب الإلهي للذكر والأنثى الذي ساوى بينهما إلى تسلط الذكور على النساء مما جعل الرجال يتسلطون على زوجاتهم بالاستعلاء والسيادة عليهن واستباحة حقوقهن مما خلق ذلك الفهم المتناقض مع مقاصد الآيات لخير الذكر والأنثى ليحيوا حياة طيبة ويطبقوا ما أمرهم الله سبحانه بالمعاملة بينهم بالمودة والرحمة والرعاية والتسامح للحفاظ على بقاء الأسرة كي لا يتشرد الأطفال وتضيع الألفة بينهم وتكون النتيجة كلمة تصدر من الزوج في حالة غضب أو حزن أو أي سبب تافه ليقول لزوجته (أنت طالق)، فكم تسببت فتاوى شيوخ الدين على غير مقاصد الآيات في تفرق مئات الآلاف من الأسر الذين احتكروا فهم الأحكام في القرآن وهجروا كتاب الله واعتمدوا على الروايات المفتراة على الرسول عليه السلام فكم خاطب سيادة الرئيس المؤسسات الدينية لإعداد خطاب إسلامي يتفق مع مقاصد آيات القرآن لمنفعة الإنسان من أجل مستقبل أكثر أملا وأكثر إشراقا واستقرارا للمجتمع يحقق للإنسان عيشا كريما يحيطه الأمن والعدل والرحمة والطمأنينة والاستقرار وظل صدى نداء الحق يتردد على مدى أربع سنوات حتى اليوم منذ أكثر من أربع سنوات فلا مجيب صم بكم عمي فهم لا يؤمنون، فقد استحكمت الأقوال والروايات في عقولهم، وأصبحوا أسرى لفكر الأموات، علما بأن الله سبحانه نبه الناس بشأن الأمم السابقة في قوله سبحانه (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (البقرة: 134).

قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا

ذلك يعني كل عصر معني بعصره وعليه تدبر آيات القرآن ليستنبط أحكاما ليست بالضرورة أن تتفق مع الأمم السابقة ولكن على المجتمعات أن تصحح مسارها وتتعرف على أحكام القرآن ليكون تشريع القوانين يستند إلى نصوص الكتاب المبين لضمان دقة التشريعات وتوافقها مع التشريع الإلهي، وقد وصف الله أولئك الذين شرعوا أحكاما لا تتفق مع شرع الله حينما يقال لهم تعالوا إلى ما أنزل الله يردون عليك بقول الله سبحانه: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) (المائدة : 104)، وقد عرفهم الله سبحانه في كتابه المبين بلسان رسوله وهو يقول: (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (الزمر: 45).

لذلك فشلت المؤسسات الدينية في تقديم عرض أمين عن رسالة الإسلام، كما عرضه الرسول عليه السلام، مستندا إلى آيات القرآن، ولذلك ومن أجل الخروج من النفق المظلم يتم تشكيل لجنة من أساتذة اللغة وكبار القانونيين وعلماء الاجتماع وعلماء النفس، لإعداد خطاب إسلامي يتفق مع رسالة الإسلام، وما أنزله الله على رسوله عليه السلام من آيات القرآن، والذي كلفه رب العالمين بقوله سبحانه: (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ) (الأعراف: 2).

أسلوب عرض الخطاب

كما أمر وكلف الله رسوله وعرفه بأسلوب عرض الخطاب الإلهي على الناس، بقوله سبحانه: (ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ) (النحل -١٢٥)، وجعل الله حرية الاعتقاد للناس حكما مطلقا لاختيار الإنسان لدينه دون إكراه فخاطب الله رسوله بقوله (رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا) (الإسراء: 54)، وقال لرسوله محددا مسئوليته بقوله سبحانه: (وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ) (الرعد: 40)، فبماذا يبلغ الرسول عليه السلام الناس أمره الله سبحانه أن يبلغ الناس بالقرآن ويشرح لهم مقاصد آياته لمنفعة الإنسان في الحياة الدنيا وفي الآخرة بقوله: (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيد) (ق: 45).

سراجاً منيرا

تلك الآيات هي التعليمات الإلهية لرسوله عليه السلام، بأن يكون القرآن وحده هو المرجع الذي أراده الله للناس، أن يتخذوه في حياتهم سراجاً منيرا، ليهديهم صراطاً مستقيما وليعيش الناس في أمن وسلام وحياة طيبة، لا يشوبها ظلم ولا خوف ولا إرهاب، بل رحمة وعدل وحرية وإحسان وسلام.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب


************

تعريف بالكاتب

شغل المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، منصب المدير الأسبق لديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية، ورئيس مؤسسة رسالة السلام العالمية، الكاتب لديه رؤية ومشروع استراتيجي لإعادة بناء النظام العربي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وينفذ مشروعا عربيا لنشر الفكر التنويري العقلاني وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام التي أدت إلى انتشار التطرف والإرهاب والعنف الذي يُمَارَس باِسم الدين، وقدم الكاتب للمكتبة العربية عدداً من المؤلفات التي تدور في معظمها حول أزمة الخطاب الديني وانعكاسه على الواقع العربي.

 

 

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى