فيديو

علي الشرفاء الحمادي: الجهاد في الإسلام هو بذل الجهد لتحقيق أوامر الله وليس القتال بالسيف

الجهاد في الإسلام ورد في ثلاث آيات في كتاب الله، ومعناه منصرف إلى غير القتال بالسيف، وهذا الذي أكد عليه الشرفاء الحمادي في كتابه (المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي)، فالدعوة واضحة ومقصورة على تبليغ رسالة الإسلام بالخير والسعي المتواصل بالفكر والكتاب والوعظ لنشر رسالة المحبة وإعلاء قيم الأخلاق النبيلة من (وفاء وبر وتقوى وتواضع وتراحم وإصلاح بين الناس) بهدف بناء مواطن صالح ترتقي به الأمم والشعوب.

في حلقة اليوم من القراءة التحليلية في أفكار الأستاذ علي الشرفاء الحمادي التنويرية سيكون موضوع (الجهاد) هو الحاضر في العرض والتحليل، وذلك امتدادا للقضايا التي طرحها وعالجها كتاب (المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي) الذي يبن مقاصد القرآن الكريم الحقيقية، بعيدا عن انحراف الخطاب الديني الذي امتلأت جوانبه بالكثير من النصوص المكذوبة المنسوبة للدين، والتي تخالف كتاب الله عز وجل، وكان موضوع الجهاد من الموضوعات التي طرحت في الخطاب الديني بشكل مخالف لمقاصد الجهاد، ولذلك تحدث الكاتب في كتابه عن الموضوع بشرح تحليلي يتوافق مع كتاب الله ويدحض الأكاذيب التراثية المتعلقة بالجهاد.

المفهوم الخاطئ للجهاد

ارتبطت كلمة الجهاد بعدد من المفاهيم الخاطئة، ومنها أن الجهاد يقتصر على السيف، وهذا أمر مغلوط، وأكد عليه الكاتب حين قال: لقد وردت ثلاث آيات في القرآن الكريم ذكر فيها الجهاد ومعناه منصرف إلى غير القتال بالسيف أو غيره من وسائل القتال الأخرى، لأن الله سبحانه لم يأمر المسلمين بقتال الناس حتى يدخلوا دين الإسلام، تأكيدا لقوله سبحانه ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ (يونس 99).

الجهاد ورد في ثلاث آيات من القرآن

ويضيف الكاتب إن الآية الأولى التي تذكر الجهاد في قوله تعالى ﴿فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾ (الفرقان 52) والتي تعني جاهد الكفار بالحوار والمنطق بآيات القرآن الكريم، والآية الثانية قوله تعالى ﴿وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ (العنكبوت 6).

الجهاد بذل الجهد لتحقيق أوامر الله

ويوضح الكاتب أنَّ كلمةَ الجهادِ كَمَا وردتْ في القرآن الكريم، جاءتْ حاملةً معناها وتفسيرها، فالجهادُ هو بَذلُ الجُهدِ والطَّاقةِ وتَحمّلُ المشقّةِ في سبيل تحقيقِ أوامرِ اللهِ سُبحانَهُ في مجاهدة النفس وتطويعها لتطبيق مبادئ المنهج الإلهي الذي يرتقي بشخصية الإنسان في عباداته وأخلاقياته والالتزام في ما حرمه الله والتغلب على هوى النفس الأمَّارة بالسوء، والتي يستدرجها الشيطان إلى طرق الغواية.

الجهاد وضرورات الحياة

ويضيف الكاتب شارحا مفهوم الجهاد الحقيقي قائلا: إن هذا الجهاد يبدأ من اليومِ الأولِ لِوَعْي الإنسان بضروراتِ الحياةِ الكريمةِ، وما تتطلّبُه من أشكالٍ مختلفةٍ في بَذْلِ الجهد المخلص في التمسّك بتكاليف العبادات وتأدية الشعائر الدينيّة وترجمتها إلى سلوك يومي باتباع المنهج الإلهي في السلوك الإسلامي الذي أمرنا الله باتباع القيم النبيلة وممارستها مع الناس جميعًا أولها الرحمة والعدل والإحسان وعدم الاعتداء على حقوق الناس ونشر السلام ليتحقّق الأمنُ والاستقرار.

والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا

ويؤكد الكاتب أن الآية الثالثة من الآيات التي ذكرت لفظ الجهاد صراحة هي قوله تعالى ﴿والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين﴾ (العنكبوت 69).

وهنا يوضح الكاتب أن الآية الثالثة من آيات الجهاد لها مضامين جاءت في عدد من الآيات التي توضح أن الذين يعملون ما أمرهم به الله من القيام بكافة تكاليف العبادات وأعمال الخير والدعوة في سبيل الله يكونون في جهاد حقيقي ومنها:

وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ

  1. قالَ تَعَالىَ ﴿ادْعُ إِلى سَبِيلِ رِبّكَ بالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين﴾ (النحل125).

الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة

وهنا يؤكد الأستاذ علي الشرفاء مفهوم تلك الدعوة ويقول: إن الآية المذكورة تبين الجهادَ بالدعوةِ والحكمةِ والموعظةِ الحسنة للتعريف برسالة الإسلام التي تدعو للأمن والسلام والتعاون والعدل والرحمة بين الناس، التي يتحقّق بها الاطمئنانُ للنفس وتحيطها السكينةُ لتمنح الإنسانَ شعورًا بالإيمان بقوة الله وقدرته وتقوِّي من عزيمته وتدفعه للعمل الصالح وما يتحقّق به من تأمين رزقه ورعاية أسرته وأمنه في حياته الدنيا ليعيش الحياة هانئًا وسعيدًا، مطمئنًا برحمة الله وبما ييسر له من خير ويكشف عنه من ضرر يعدها لله بقوله سبحانه ﴿وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم﴾ (يونس 107).

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى